النواب والموازنة

المبادرة النيابية أعلنت الاكتفاء بكلمة واحدة لمناقشة الموازنة، وهي التي التقت رئيس الوزراء قبل ايام واطمأنت منه تماما على ما يخص حقوق ابناء الاردنيات المتزوجات من اجانب، وفي المحصلة ستمر الموازنة بيسر ودون تغيير، ترى كيف اطمأنت باقي الكتل دون الاجتماع علنا مع الرئيس.
مجلس النواب نعمة ديمقراطية في الاصل غير ان تحوله الى نقمة انما يخص عضويته، والحال الماثل يتحدث عن رجال مال واعمال، وقد ظن البعض ان التذاكر ستوزع مجانا لشرم الشيخ تعزيزا لتمثيل الشعب وذلك باعتبار كبار المسؤولين يمثلون انفسهم والنواب ايضا.
افضل الاسوأ خيار يفرض نفسه في كثير من الحالات، ومقولة وجود مجلس نواب افضل من غيابه لا تنطبق هنا، وربما اسوأ الاسوأ وجوده لما تكون العضوية فيه فردية عشائرية قبلية مناطقية طائفية مالية ارتباطية تبعية تلقي اوامرية حد الانبطاحية. ولولا ان الاصلاح السياسي الموعود على قدر خارج من رأس الهرم فإن التجديد للحالة النيابية الراهنة ستعود نفسها لاحقا، وعليه يكون قانون الانتخابات الموعود لا يمكن ان يكون من صلاحياتها الا لغايات التمرير، وعكس ذلك فإن هناك من يتسلق على الهرم وليس الالتفاف حوله.
عندما تكون ميزانية الدولة قائمة على اساس الضرائب والمساعدات الخارجية فإن الامر يستأهل ربانا على قدر التصدي للعواصف التي تخلفها، وقد نجح الامر مرارا واكثر ما يكون مع رئيس الوزراء الحالي، وهو الذي تمكن من تحويل امواج النيابة للتجديف معه والسير من خلف مراكبه ايضا. ولسوف يكون نقاش الموازنة العامة للدولة ملهاة كما لعبة اي طفل او مصصاته الاصطناعية الخالية من الحليب، فكل موازنة والبقرات نفسها طالما الحلاب نفسه والجواميس مسخرة للحراثة فقط.
(السبيل 2016-01-11)