اجتياح الأردن بشرياً

تم نشره الأربعاء 13 كانون الثّاني / يناير 2016 01:01 صباحاً
اجتياح الأردن بشرياً
د. فهد الفانك

يبلغ عدد العاطلين عن العمل في الأردن 175 ألفاً ، يشكلون 14% من القوى العاملة ، يضاف إليهم نحو 100 ألف آخرين من العاطلين عن العمل الذين لا تأخذهم الإحصاءات بالحساب لانهم يئسوا وتوقفوا عن البحث عن عمل ، مما يرفع نسبة البطالة الحقيقية بين الأردنيين الذين يحملون رقماً وطنياً إلى أكثر من 20%.

في هذا الوضع الخطير تقدم الحكومات الأردنية تنازلاً بعد آخر للسماح لغير الأردنيين المقيمين في الأردن بأن يعملوا ، بل تعفيهم من رسوم العمل وكأنها تخشى أن يعودوا إلى أوطانهم ، وخاصة 150 ألف غزاوي ليس معروفاً لماذا يقيمون في الأردن مع أن حق العودة إلى القطاع لا يحتاج موافقة أحد.

تقول الإحصائية أن حوالي ثلاثة ملايين غير أردني موجودون في المملكة ، ليس كسياح صادف وجودهم في البلد عند الإحصاء ، بل كمقيمين يزحف أكثرهم باتجاه التجنيس خطوة خطوة ، بفضل إنسانية (المبادرة) النيابية وتجاوب الحكومة التي لولا التشهد كانت لاؤها نعم!.

الأرقام الأولية التي نشرتها (الرأي) حول التعداد العام للسكان ، تدل على أن الأردن الذي يفتقر إلى الموارد الطبيعية ، بما فيها البترول والماء ، ويعيش يوماً بيوم على المساعدات والمنح الخارجية ، يقبل دور المستودع البشري لاستيعاب فوائض الناس الذين يختارون ترك أوطانهم والعيش خارجه دون أن يكونوا مبعدين أو مهددين.

في كتاب الجغرافيا الذي درسته في الصف الثالث الابتدائي عام 1942/1943 أن عدد سكان شرق الأردن يبلغ 350 ألفاً ، ومعنى ذلك أن عدد السكان تضاعف 27 مرة خلال 73 عاماً ، وبمعدل نمو سنوي مركب يقارب 5% سنوياً ، وهي نسبة تناهز ثلاثة أضعاف نسبة نمو السكان عالمياً. كما ارتفع عدد سكان إربد خلال الفترة نفسها من خمسة آلاف إلى 7ر1 مليون نسمة أي أنه تضاعف 340 مرة.

بعد كل موجة بشرية كانت الدول المانحة تسارع بتقديم المساعدة المالية لتمكين الأردن من ابتلاع الطعم ، ثم تنقطع المساعدة بانتظار موجة بشرية أخرى.

لماذا يفتح الأردن أبوابه بلا حدود لحركة اللجوء السوري الكثيف ، في حين لا تسمح دول الخليج الغنية ، والتي تحتاج قوى عاملة وتستوردها من جميع أرجاء الأرض ، أن تفتح حدودها لهؤلاء اللاجئين العرب مع أن بعض هذه الدول يسهم في تمويل ودعم العنف في سوريا ، ويجب أن يتحمل النتائج.

في خطابه في البرلمان الأردني شـبّه كلينتون الأردن بأميركا كبلد للمهاجرين ، ونسي أن يشير إلى مصير الهنود الحمر!.

(الرأي 2016-01-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات