انسحابات مزعومة من السوق

تم نشره السبت 23rd كانون الثّاني / يناير 2016 01:48 صباحاً
انسحابات مزعومة من السوق
د. فهد الفانك

هناك حملة منظمة لتشويه حالة الاستثمار في الأردن بوسائل أقل ما يقال فيها أنها إرهابية: المقاولون الإنشائيون رحلوا إلى تركيا، ثلاثون شركة نقل تنسحب من المملكة، سبع شركات تعتزم الانسحاب من سوق الماركات التجارية، ثلاثون شركة مساهمة عامة متعثرة مدرجة في سوق عمان المالي، والبقية تأتي.
هذه الأخيار والعناوين الصارخة تمثل مبالغات، أو تعتمد على عبارات يطلقها البعض للضغط على المسؤولين والحصول منهم على امتيازات غير مستحقة تحت تهديد الانسحاب المزعوم، أي أن بعضها يدخل في باب الابتزاز.
سأفترض جدلاً أن هذه الانسحابات صحيحة، فالسوق الأردنية حرة، يسهل دخولها لمن يشاء، والخروج منها عندما يشاء، فالمستثمر الخارجي ليس سجيناً أو رهينة، وفي مقابل عشرات الخاسرين والمغادرين هناك مئات الرابحين والقادمين.
الشركات والماركات وغيرها تنسحب - إذا انسحبت فعلاً-لأنها فشلت، ومن المفيد لها وللاقتصاد الاردني على السواء أن تنسحب، فنحن لا نريد استثمارات خاسرة وفاشلة.
بالبحث اتضح أن الشركات المنسحبة تمثل أقلية صغيرة من مجموع الشركات الناجحة العاملة في نفس القطاع، ويوفر انسحابها فرصة أكبر للشركات الناجحة لكي تتوسع وتزيد أرباحها وتستقطب عمالاً ذوي خبرة.
ليس هناك نقص في السوق في مجالات الإنشاءات والنقل والماركات التجارية. وانسحاب بعض الشركات، إذا حصل فعلاً، لا يخلق أزمـة بل يمثل تصحيحاً وتصفية، حيث البقاء للأصلح والأكفأ.
أكثر الشركات المنسحبة كانت تمارس أعمالاً تجارية من المفروض أن تكون محصورة بالمواطنين، ولكن سياسة الانفتاح سمحت بإعطائها الفرصة. سياسة الانفتاح هذه تعمل بالاتجاهين، مثل الجسم السليم الذي يأخذ ما يفيد ويطرح الفضلات.
لم تزعم أية شركة منسحبة أنها تفعل ذلك بسبب كثرة الضرائب أو لأن الحكومة تفرض عليها قيودأً لا مبرر لها، أو أنها مهددة وينقصها الشعور بالأمن. فيما عدا ذلك يبقى الباب مفتوحاً، نرحب بالقادمين الكثر ونودع المغادرين القلة، مع الرجاء أن لا ينسونا بالمكاتيب!.
مناخ الاستثمار في الأردن ليس مثالياً، ولكنه في تحسن مستمر وإن كان بطئياً، وبالتالي فإن المناخ الراهن أفضل كثيراً أو قليلاً مما كان عندما جاء هؤلاء المنسحبون.
قبل أن يغادر المنسحب عليه الحصول على براءة ذمة، ليس من ضريبة الدخل والمبيعات فقط، بل أيضاً تجاه الموردين الدائنين، والعمال الذين يستحقون تعويضات عادلة.

(المصدر: الرأي 2016-01-23)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات