سورية.. الفشل او الفشل
تنتقل الازمة السورية من فشل امني الى فشل سياسي, ويتلاعب الفرقاء واللاعبون الاقليميون والدوليون الاتهامات, ووحده الشعب يدفع ثمن هذا الاقتتال اللامتناهي والبعيد عن عواصم اوروبا وروسيا , وبكل الاحوال فان مسارات الحلول الفاشلة ستنتهي ومثلها مسارات الحل الامني التي سترسم مستقبل المنطقة والعالم واليكم رؤيتنا للامر.
> المسار السياسي فاشل بامتياز وباعتراف جميع المشاركين فيه. فرئيس وزراء النظام السابق والمنشق قال لمحطة سي ان.ان الامريكية : ان النظام لا يريد الحلول السياسية ويشارك بجنيف من اجل افشاله , ويذهب بعيدآ الى القول ان روسيا ذاتها تتوافق مع النظام السوري في العمل على انجاز الحل الامني. وبعبارة اخرى فان جنيف 1+2 وجنيف 3 وربما جنيف 10 لن يوصل لاي حل سياسي بل ستمهدان الطريق لمزيد من العنف ودوامة الاقتنال.
> النظام السوري الذي يعلن انه مع الحل السياسي ويشارك في جنيف3لمحادثات السلام لا يؤمن به لاسباب نوجزها بالاتي ..فاذا كان يؤمن بالانتقال السياسي للسلطة فلماذا لم يقدم على هذه الخطوة منذ عشرات السنين ? ولماذا عمل على تمويل مسار انتفاضة الشعب السوري الى مسارات امنية وزج العالم بها ?! ولماذا اتى بحزب الله وايران ومن تم روسيا لقتال خصومه ? فمشاركته بالحلول السياسية هو من باب رفع العتب وتحميل خصومه مسؤولية الفشل !
> المعارضة السورية (العلمانية) التي تتوافق على الحل السياسي تختلف فيما بينها وجلها لا يملك القرار الميداني . فالائتلاف السوري (مجموعة الرياض) اكبر جهة تمثيلية ليس لها حضور ميداني, وذات الامر عند مجموعة موسكو ومجموعة القاهرة فجبهة النصرة وداعش حسب غالبية التقارير الاعلامية وتصريحات المسؤولين تسيطران على 80% من مناطق المعارضة المسلحة > وهذا معناه انه حتى لو حضر جميع الفرقاء فان الحديث لا يتجاوز بضع فصائل مسلحة مثل جيش الاسلام واحرار الشام ذلك ان المقاطعة ما زالت حتى كتابة هذه السطور قائمة عند اللجنة العليا للمفاوضات (مجموعة الرياض) .
> اللاعبان الدوليان (روسيا وامريكا) غير معنيين بالحل السياسي لانهما تدركان ان الحضور على الارض للفصائل الجهادية (النصرة وداعش ) ولذلك فان هدفهما بالاساس هو جر الباقين ممن يؤمنون بقتال التطرف الى المشاركة من اجل زجهم في جبهة النظام ضد الارهاب , وما بعد ذلك يصار الى ترتيبات سياسية لا تقدم ولا تؤخر بحيث يبقى النظام ويعود بشرعية صندوق الانتخاب ولا يحق للحاضرين بالاعتراض. وهكذا يتم تأهيله اقليميا ودوليا والاعتراف به, وهذا السبب ربما انه وراء اصرار (مجموعة الرياض) على مطالبها الانسانية كشرط للمشاركة في محادثات السلام.
سورية .. مسارات ازمات فاشلة يصعب تجاوز احداها, فالفشل السياسي يتبعه فشل امني, وما يجري يصب في اطار خدمة النظام السوري وبقائه . فالحديث عن حلول سياسية هو مضيعة للوقت ليس الا, والحديث عن حلول امنية مختصر بطريق واحد وهو اجتثاث الارهاب وما بعد , صورة اخرى لسورية المدمرة التي ساقها قادتها الى الهاوية ودفع شعبها الثمن غاليا من دماء ابنائه وما بعد اعادة تأهيل للنظام الذي زج بها في هذه المعركة الخاسرة.
(المصدر: الديار الأردنية 2016-01-29)