أبو مازن والتنسيق الأمني
![أبو مازن والتنسيق الأمني أبو مازن والتنسيق الأمني](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/af9063d63213b3b12ac8fa304c37550d.jpg)
بينما وقف الرئيس الأميركي اوباما يشارك الإسرائيليين احتفالهم بذكرى المحرقة وغازلهم بعبارة «كلنا يهود»، كان أبو مازن يتغنى ويمتدح التنسيق الأمني مع حكومة نتنياهو.
مشهد يشبه التراجيديا السوداء، فالكيان الغاصب يحشد لروايته في كل مكان بينما القيادة الفلسطينية في رام الله تستجدي «فض الاشتباك» مع نتنياهو وتبحث عن رضاه.
في هذه الأثناء تواصل جماهير الشعب الفلسطيني انتفاضتها ضد المحتل الغاصب وتقدم الشهداء رافضة منطق التفاوض الذي أفلس، وربما ترمي إلى إحداث تغيير في المشروع الوطني الفلسطيني برمته.
أمس جرت عملية نوعية في الضفة الغربية بطلها الشرطي امجد سكري من الأمن الوطني وهذا يدلل على أن مخزون الغضب الفلسطيني اكبر من قدرات السلطة وإسرائيل على ضبطها.
في غزة خرج جماهير غفيرة من شتى الجذور والسيقان التنظيمية لتشييع شهداء الأنفاق وهذا مؤشر آخر على اتجاهات الناس ورغبتها في إحداث التحول في المقاربات الفلسطينية.
نعم مسار التفاوض مأزوم ولا يمكن إحياؤه بترهات يطلقها أبو مازن وفريقه المفاوض، فقد فاتهم القطار بفعل التحولات في المجتمع الإسرائيلي الذي تشدد إلى حد لا رجعة فيه.
أما المقاومة فهي تعيش بدورها في أزمة من نوع مختلف وما زالت من خلال انكفائها في غزة غير قادرة على تلبية الحاجة الفلسطينية الشاملة.
هنا يظهر الفلسطيني بحلوله الخلاقة الإبداعية التي ترجمها بانتفاضة «الخلية الفرد» التي أعلنت انطلاق محاولة كفاحية جديدة إذا كتب لها النجاح فسيكون لها ما بعدها.
(السبيل 2016-02-01)