إعفاءات ضريبة الدخل هدر للمال العام

تم نشره الإثنين 01st شباط / فبراير 2016 01:38 صباحاً
إعفاءات ضريبة الدخل هدر للمال العام
د. فهد الفانك

في بلد محدود الموارد كالأردن، تحصل فيه العائلة على دخل معفى من الضريبة لغاية 28 ألف دينار سنوياً، أو 2333 دينارا شهرياً، لا تبقى حاجة لأي إعفاء آخر، لأن الضريبة بعد هذا الحد لا تمس الضروريات وتسمح بقدر كبير من الكماليات.

حتى بعد هذا الدخل الكبير المعفى فإن الضريبة لن تأخذ مما زاد عنه سوى نسبة بسيطة حدها الأقصى متدن ٍ، ولذا فإن أي إعفاء إضافي للدخل أو الربح، لأي سبب من الأسباب، يقع في باب لزوم ما لا يلزم، أو شراء شعبية على حساب المصلحة العامة التي تمثلها خزينة تشكو من العجز.

خلال الشهر الأول من هذه السنة أعلنت الحكومة عن جملة من الإعفاءات غير المبررة تحت اسم حوافز وتشجيع وتنمية ودعم. وأصبحنا نتحدث عن نسب ضريبية تتراوح بين صفر (إعفاء كامل) أو 5%، وتخفيض الالتزام بنسبة عالية لصالح نشاطات معينة أو مواقع جغرافية مختارة.

تعهدت الحكومة بموجب الموازنة التي وضعتها بنفسها بزيادة الإيرادات المحلية بحوالي 500 مليون دينار خلال سنة 2016، فهل ستأتي هذه الزيادة من سيل الإعفاءات التي لا تخدم غرضاً، أم أن هناك مصادر جديدة للإيرادات لا تخطر بالبال.

من حق الحكومة ومن واجبها أن تمنح امتيازات وإعفاءات وحوافز لتحقيق أهداف اقتصادية أو اجتماعية، وهناك وسائل عديدة جداً لعمل هذا، لكن أسوأ وسيلة هي الإعفاء من ضريبة الدخل بالذات. وحتى إعفاءات قانون تشجيع الاستثمار لم يثبت جدواها.

الإعفاءات تخدم الذين يحققون أرباحاً عالية فتعفيهم الحكومة من الواجب الوطني لتمويل الخزينة، أما الذين يتعرضون للمخاطر والمخاسر ويستحقون الدعم فلا يستفيدون من الإعفاء فليست هناك أرباح لتستفيد من الإعفاء، أو أن هناك أرباحاً شحيحة بحيث يقتصر الإعفاء على مبلغ رمزي لا يغير الصورة.

الإعفاء من الضريبة يفيد الناجح الذي يحقق أكبر الأرباح ولا يحتاج للدعم والتشجيع، ولا يفيد المستثمر الذي يكدح من أجل البقاء ولو بتغطية تكاليف الإنتاج.

متخذ القرار السهل بالإعفاءات الضريبية غير الضرورية يعرف أن كل دينار يتنازل عنه يقابله دينار يضاف إلى عجز الموازنة، وبالتالي إلى المديونية، أي أنه يمارس السخاء بأموال مقترضة من البنوك.

(الرأي 2016-02-01)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات