أمجد السكري فتح الباب.. سلام عليه
![أمجد السكري فتح الباب.. سلام عليه أمجد السكري فتح الباب.. سلام عليه](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/f90efd8d6a4baa4682b1bd7585f0edd8.jpg)
كتبت قبل أسابيع هنا عن الفارق بين أجهزة الأمن الفلسطينية أيام عرفات رحمه الله، وبين الأجهزة الحالية التي صاغ عقيدتها الجنرال الأمريكي “كيث دايتون”، وكيف قدمت الأولى جحافل من من الشهداء ومن الأسرى الذين لا زال بعضهم في سجون الاحتلال إلى الآن، فيما لم يظهر في الأجهزة الحالية أي أحد يندمج مع انتفاضة شعبه رغم مضي ما يقرب من 3 شهور على عطاء لا يتوقف، مقابل انتهاكات للعدو، لا تتوقف أيضا. توقعت في ذلك الحين أن يبادر بعض عناصر الأجهزة إلى كسر هذه المعادلة، فهم في النهاية أبناء هذا الشعب، ويعيشون همومه، ولا بد أن يتمرد أحدهم على تعاليم دايتون، ويبادر إلى فعل شيء في مواجهة العدو. السبت الماضي، كنا مع مفاجأة مهمة، فقد توقف الرقيب في الأجهزة الأمنية أمجد السكري أمام حاجز للعدو شمال رام الله، ووجه بندقيته للجنود الصهاينة فأصاب منهم ثلاثة، اثنان منهم في حالة الخطر، وارتقى شهيدا بعد ذلك. هذا الخبر نزل بردا وسلاما على أبناء الشعب الفلسطيني الذين أصابتهم أجهزتهم بالكثير من الإحباط؛ هي التي تقف موقف المتفرج من انتهاكات جنود الاحتلال؛ حتى وهم يدخلون إلى مناطق (أ) وفق تصنيف أوسلو، فيقتلون ويعتقلون دون رادع، رغم أنها مناطق يُفترض أنها تابعة أمنيا للسلطة، فضلا عما تقوم به أجهزة السلطة ذاتها من مطاردة للمقاومين، وصولا إلى تفاخر أحد رموزها (مدير المخابرات) بإحباط 200 عملية ضد الاحتلال، ومن ثم تفاخر رئيسه بأن كل ذلك يتم بأمره شخصيا. في المقابل، أصابت العملية العدو بالكثير من الخوف، فقد نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قوله إن انضمام بعض عناصر الأمن التابعة للسلطة لدائرة العمل العسكري يجعل العمليات أكثر فتكا، على اعتبار أن هؤلاء يملكون أسلحة نارية. وحذر الضابط الكبير من أنه في حال تحوّل انضمام عناصر الأمن لدائرة العمليات إلى ظاهرة فإن هذا يحمل في طياته خطر انهيار منظومة التعاون الأمني، بما يؤدي إلى توقفه، مع كل ما يترتب عن ذلك من مضاعفة الأعباء على كاهل الجيش الإسرائيلي. أما عاموس هارئيل، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، فقد وصف انضمام عناصر الأمن لعمليات المقاومة بـ”السيناريو المفزع” الذي يقلص من قدرة الجيش الإسرائيلي على المناورة. لا شك أن قوة الدفع من قبل السلطة في الاتجاه الآخر، لا زالت قوية، لا سيما أنها أعادت في الأصل ترتيب أجهزتها (بالإقالات والتجنيد) على نحو يقلص احتمالات التمرد، لكن التمرد يشجع التمرد، واحتفال الجماهير بالشهيد بما يليق به سيشجّع الآخرين، أما الأهم فهو الموقف الذي ينبغي أن تتبناه حركة فتح بوصفها من يعطي الشرعية للسلطة وممارساتها، ما يجعل من الواجب تكرار دعوتها إلى استعادة ذاتها كحركة تحرر بعيدا عن النهج العبثي التي يقودها من خلاله زعيمها، ويورّط به كل الشعب، ويضيّع القضية.
(الدستور 2016-02-02)