الحرية لعبد الستار قاسم

تم نشره الخميس 04 شباط / فبراير 2016 01:14 صباحاً
الحرية لعبد الستار قاسم
ياسر الزعاترة

رغم أن اعتقالات الشرفاء في الضفة الغربية لا تكاد تتوقف، إذ نسمع أخبارها يوميا، وبالطبع في سياق من مطاردة فكر الانتفاضة، فضلا عن برنامجها وأي نشاط يمكن أن يصب في خانتها، لكننا لم نتوقع أن يصل الحال حد اعتقال واحد من المثقفين المرموقين في الساحة الفلسطينية، مثل أستاذ العلوم السياسية الأكاديمي المناضل الدكتور عبد الستار قاسم. لا ينتمي الدكتور قاسم لأي فصيل، لكنه ينتمي إلى شعبه وقضيته، ولا يزايد عليه أحد على هذا الصعيد، وإذا كانت التهمة هي المساس بهيبة الرئيس كما قيل، وربما التحريض على اغتياله كما قيل أيضا، فإن التهمة الحقيقية هي الرؤية السياسية التي لا يتردد في كشفها والدفاع عنها عبر الفضائيات بشكل يومي؛ هو الذي يعتبر واحدا من أصوات المقاومة في الساحة الفلسطينية. مؤكد أنه لم يحرّض على اغتيال أحد، أما حكاية المساس بهيبة الرئيس، فهي جديدة في الساحة الفلسطينية. صحيح أنه يُسمى مجازا بالرئيس، لكن الأصل أنه قائد حركة تحرر لم تحرر شيئا بعد، وزعيم منظمة لا تزال تسمى منظمة التحرير، وهي أيضا لم تحرر شيئا، اللهم إلا إذا اعتبرنا أوسلو والسلطة البائسة التي انبثقت عنه تحريرا، فيما هي لا تعدو أن تكون حارسة للأمن الصهيوني، ومعيقة لمسار التحرير. من الصعب التحدث بمنطق مع هؤلاء الذين تراهم تارة يهددون بحل تلك السلطة؛ مؤكدين بذلك أنها تصب في خدمة الاحتلال، فيما تراهم في تارة أخرى يدافعون عنها ويعتبرونها إنجازا عظيما للشعب، مع أحد لا يأخذها على محمل الجد، إذ يدرك الجميع، بما فيهم جماعة الرئيس أن البلاد بطولها وعرضها مستباحة، بما في ذلك بيت الرئيس نفسه لولا الحاجة لمنحه بعض الامتيازات، من أجل أن يواصل النهج الذي يخدم الاحتلال (وصول جنود الاحتلال قبل أسابيع لحديقة بيته قصة معروفة). لم يقل عبد الستار قاسم سوى ما يردده أبناء الشعب الفلسطيني يوميا في مواقع التواصل وسائر المنتديات، والهيبة التي يتحدثون عنها تغدو سرابا؛ بمجرد أن يتصل أمن الرئاسة بضابط صهيوني في بيت إيل من أجل الحصول على إذن بتحرك الرئيس دخول أو خروجا؛ بحسب تسريب صائب عريقات الشهير. في عرف الثورات، لا شيء اسمه هيبة الرئيس، والوضع الطبيعي أن يكون من حق مثقفي الشعب ومناضليه أن ينتقدوا، بل يهاجموا مساره السياسي في أي وقت، والدكتور عبد الستار قاسم لم يتجاوز هذا الدور الذي يُعد واجبا عليه، وعلى كل الشرفاء من أبناء شعبنا في الداخل والخارج. لذلك، يغدو من واجبنا أن ندين اعتقال الرجل، ونطالب تبعا لذلك بالإفراج الفوي عنه، ومعه عن العشرات من المناضلين الذين تعتقلهم السلطة، بل وقف سياسة الاعتقال برمتها، وعموم الاستهداف لبرنامج المقاومة، لكن الأهم من ذلك كله هو مطالبتها بالانسجام مع شعبها في انتفاضته، وقبل ذلك وبعده مطالبة الشرفاء في فتح بأن يرفعوا صوتهم ضد نهج قيادتهم العبثي، لأنهم هم من يمنحونها الشرعية.

(الدستور 2016-02-04)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات