الهلال الشيعي؟!
حين أطلق الملك عبدالله الثاني مصطلح الهلال الشيعي قبل اثني عشر عاماً، قامت الدنيا ولم تقعد، وظهرت المئات من المقالات التي تتّهم الأردن بنيّته لعب دور أكبر من حجمه، وخلق الأخطار الوهمية مقابل توسيع مناطق نفوذه.
كان ذلك في العام التالي لإسقاط النظام العراقي واحتلال بغداد، حين بدا أنّ واشنطن تعمل على دعم سيطرة المكوّن الشيعي على الحياة السياسية العراقية، وبقليل من التحليل، فإنّ ذلك يعني التنسيق ثمّ التوحّد مع إيران، وبالتالي سوريا الحليفة، وحزب الله الشيعي أيضاً.
وعلى الرغم من أنّ هذه الفكرة صارت مكرّسة على أرض الواقع، وأخذ المحللون على تطويرها بحيث صار الهلال قوساً، ثمّ دائرة، وأحياناً مُثلّثاً، فإنّ أحدا لا يُذكّر بأنّ أوّل التحذيرات كانت على لسان الملك عبد الله الثاني الذي بدا حينها أنّه يذهب بعيداً في تحليله السياسي.
الملك عبد الله الثاني كان أوّل من حذّر من داعش، ودعا إلى وقف تمدده، فكان كلامه يوصف بالمبالغة في الخطر، ونعرف الآن أنّه كان محقاً، فالمواجهة الدولية أتت متأخرة بحيث سبق السيف العذل، ويقول الملك الآن لقد طفح بنا الكيل، فهل هناك من مستمع، وخصوصاً في واشنطن التي سيذهب إليها بعد أيام؟
(السبيل 2016-02-11)