السعودية تحمر عينها

حمّرت المملكة العربية السعودية عينها على حزب الله وحلفائه في لبنان، فأوقفت الهبة العسكرية البالغة ثلاثة مليارات دولار، وما تبقى من الوديعة الموضوعة تحت تصرّف الشيخ سعد الحريري، وأرجع البيان الرسمي السبب إلى المواقف اللبنانية الأخيرة.

ردود الفعل البيروتية تراوحت في وصفها القرار بين كونه كارثياً وصدمة وغير مسبوق، وبدأت رحلة تلاوم بين الأفرقاء، وتوقّف التحليل عند “المواقف اللبنانية”، وفي حقيقة الأمر فإنّ المسألة تتجاوز هذا التحليل فالسعودية تُواصل الإعلان للعالم بأسرها عن وجهها الجديد.

الرياض باتت تعتبر لبنان منطقة نفوذ إيرانية خالصة، من حيث سيطرة حزب الله وحلفائه على السياسات الداخلية والخارجية، ولهذا فهي حين تدعمه تدعم خصومها، وإذا كان هذا الأمر ممكناً في الماضي، فلم يعد له مكان في الزمن السعودي الجديد حيث الاقتراب من الأزمات بالهجوم، وعدم الاكتفاء بدور إطفاء الحرائق.

التدخّل غير المباشر في سوريا كان البداية، والتدخل المباشر في اليمن كان الاستمرار، والاعلان عن تدخل مباشر وشيك في سوريا هو التتويج، والآن تُقدّم السعودية إعلانا سياسياً اقتصادياً واضحاً في لبنان، على شكل رسالة إلى من تهمّه الأمر: بلغ السيل الزبى، ونحن هنا، وهذا يعني أنّ علينا توقّع تمدّد الحرائق وتعمّقها في غير مكان من المنطقة.

(السبيل 2016-02-21)