زفير يحرق اللسان

تم نشره الإثنين 22nd شباط / فبراير 2016 12:40 صباحاً
زفير يحرق اللسان
خيري منصور

لم يحدث من قبل ان فقدت أمّة « الشّدة على حرف الميم « وأصبحت أَمَة ! ولم يحدث ان تحوّل الواحد الى كسور عشرية ظنّا منه بأنه سيصبح اكثر والعالم العربي الذي كان يسمى ذات عروبة غاربة الوطن العربي طوى تاريخه واستخدمه وسادة ونام، ورغم كل ما نزف من دماء سواء في مقاومة الاستعمار او الاستبداد اصبح الان طيّعا وليّنا كالعجين، يعاد تشكيله احيانا على شكل سيف واحيانا على شكل بعير . قبل قرن من الزمن كان يشكو من التقسيم وهو الان يسعى اليه، وقبل نصف قرن كان اطيافا سياسية تتعايش احيانا وتتنازع احيانا اخرى، لكنه بدّل الطيف بالطائفة، واصبحت تضاريسه مرسومة وفق مقياس يحدد خطوط الطول والعرض طائفيا ومذهبيا وانقلبت مزاياه سواء كانت تاريخية او جغرافية تبعا لموقعه الى عيوب تماما مثلما حوّل النّعمة الى نقمة قدر تعلقها بالثروات التي بددتها ثورات عمياء من طراز غير مسبوق تكون ضحاياها من الاثار والمتاحف والكتب وكل ما أنجزته الحضارات . والعجيب ليس ما يحدث للعرب الان، بل الكيفية التي يتعاملون بها مع ما يحدث لهم، وكأن الدّماغ الديناصوري لا يتسلم اية برقية من الساق اذا بُترت، ولا يشعر بالالم الا اذا بلغه السكين تماما ! ان المشاهد المتلفزة رغم فظاعتها ليست الحقيقة كلها، فما يحدث وراء الكواليس أشد وانكى، وستظهر الايام ولو بعد حين ان المخفي كان اعظم . وما الحقه عرب هذه الالفية بأنفسهم هو اضعاف مضاعفة لما الحقه الغزاة بهم، لأنهم تتلمذوا على فلسفة خلاصتها ان ظُلم ذوي القربى اشد مضاضة، لهذا تسامحوا مع ذوي البُعدى، وكان آخر عدو لهم محظوظا بكرمهم الحاتمي فهم لم يذبحوا الخيول فقط بل قدموا لحم اطفالهم في اطباق من ذهب لمن كسر الباب ولم يطرقه . من منّا اليوم يجرؤ ان يكتب ما كتبه المؤرخون العرب القدامى امثال ابن الاثير ؟ ومن منا يعاتب والده لأنه انجبه وأمه لأنها حملت به كي يرى ما يرى ؟ ما كتبه ابن الاثير كان عن غزاة انحدروا عن سلاسل الجبال بخيولهم وسيوفهم وشهوتهم للقتل والاغتصاب، لكن ابن الاثير الحفيد والجديد وهو المثقف الفضائي تحوّل الى ببغاء تردد الصدى والى حرباء تحاول الفرار بجلدها الملون !!

(الدستور 2016-02-22)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات