تهديد خطير
![تهديد خطير تهديد خطير](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/6d5e0b06702a36d701ff734faffe39bf.jpg)
يهدد علي أكبرولايتي مستشارالمرشد الأعلى الإيراني وزيرالخارجية الأسبق ويقول إن «تغييرات كبيرة حصلت في المنطقة تمثلت في التعاون غيرالمسبوق بين روسيا وإيران،وأن هذا التعاون لا يشمل سوريا فقط،لكنه يمكن أن يشمل اليمن في المستقبل». كلام ولايتي يحمل تهديدا مباشرا للمعسكر ، الذي يلوح بالتدخل في سورية برا، سواء عبر الزحف البري، او عبر العمليات الخاصة، وهذا يعني ان المعسكر الايراني - الروسي سوف يوسع عملياته في اليمن تحديدا، حيث تدور معركة اخرى بين التحالف العربي وجماعة الحوثي ومقاتلي علي عبد الله صالح. التراشق العسكري والسياسي يمتد هذه الايام، وبات واضحا، وبشكل معلن، اننا امام حرب تمتد بين معسكرين الى ساحات متعددة، من العراق الى لبنان وصولا الى سورية، فالتلويح بمد الحرب الى اليمن، بشكل غير مألوف عما شهدناه خلال الفترة الماضية. اللافت للانتباه هنا، عدم نفي الروس، لأي نية بالتعاون مع ايران في اليمن، وبرغم ان طهران موجودة في اليمن، الا ان الجديد في التصريح اشهار شراكة محتملة في جنوب الجزيرة العربية، بحيث يدخل الروس طرفا، وبحيث يتم مواجهة التحالف العربي الذي يقاتل ، ردا ضمنيا ومباشرا على التهديدات بالدخول البري الى سورية. مصالح روسيا في سورية وفي المنطقة معروفة، لكن ان تمتد المصالح الى اليمن، فهذا هو الجديد، والمؤكد هنا، ان رسالة التهديد الايرانية، تعني الكثير، من حيث توقيتها، ومن حيث اعلانها جهارا ان موسكو وطهران، ترسمان خارطة نفوذ موحدة، في وجه واشنطن، ومعسكر عربي آخر، ومن حيث ربط الساحات ببعضها البعض. ما الذي يمكن ان يحدث اذا تدخلت روسيا عسكريا في اليمن، وما هو مستوى التدخل المحتمل، وعلى اي اساس سوف يجري هذا التدخل، وما هو الرد على هذا التدخل؟!. على الارجح اننا مازلنا في مرحلة التهديد، والواضح ان هناك خطة ايرانية روسية، للتصعيد في حال تدخلت الرياض وانقرة تحديدا في سورية، فيما شكل التدخل الايراني الروسي المشترك، قد يصل الى حد انزال قوات برية وبحرية في اليمن، بما يعني فعليا دعم الانقلابيين وقوات صالح، في وجه التحالف العربي، ومن يحكمون عدن هذه الايام. هذا تمدد صعب وكبير من حيث الكلفة، فطهران تهدد ايضا مع موسكو بحرب مواجهة كبرى في سورية، اذا حدث اي تدخل بري، والهدف ردع عواصم محددة عن التدخل، عبر سياسة، الرد في ذات الموقع والرد في مكان آخر، لربما يعد اكثر حساسية، على امن الجزيرة العربية، وهذا هو الجديد في المعادلة. في الظلال الخلفية لهذا الكلام ابتزاز روسي لدول عربية، عبر التهديد ايضا، بمس امن الخليج، واعادة بعثرة الاوراق في اليمن، وكأن الروس يقولون فعليا.. انكم اذا اردتم اللعب معنا في سورية، فسوف نلعب معكم في اليمن، وبالتأكيد اليمن، اكثر حساسية، على امن الجزيرة العربية، من سورية، ومما يجري في شمالها. المشهد الجاري يختطف المنطقة باتجاه تسوية اجبارية، سلما او حربا، والاغلب ان هذه الملفات سوف تنفجر في توقيت متقارب، ولا يبدو ان احدا قادر حتى الان على تجنب الانفجار المقبل على الطريق.
(الدستور 2016-02-23)