بعد سوريا..أية كعكة عربية ستقتسم ؟!
![بعد سوريا..أية كعكة عربية ستقتسم ؟! بعد سوريا..أية كعكة عربية ستقتسم ؟!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/4848cfc6dd5054dd2288732a59424363.jpg)
ايهما قبل الآخر : دجاجة الوجود الإسرائيلي في المنطقة أم بيضة المنظمات الإرهابية المتطرفة ؟ يبدوالسؤال منطقيا ً في طرحه، بيزنطيا في جوهره؛ إذ تمر منطقتنا العربية بمرحلة غير مسبوقة من الضعف والتفكيك، ولم لا، طالما نحن العرب بتنا عاجزين عن تحديد اولوياتنا، مرة نضع العربة امام الحصان ومرة الحصان امام العربة، نسير على غير هدى والطريق مليئة بالالغام حتى تكاد العربة تتدهور ويموت الحصان . ثمة من يقول، الارهاب اولاً ومن يقول «اسرائيل» اولاً .لكن هؤلاء يتناسون أن اول من مارس الارهاب في المنطقة هم الصهاينة من خلال عصابات شتيرن والهجانا واستطاعوا بتواطؤ دولي اقامة كيان على ارض فلسطين سموه «اسرائيل» لمّوا فيه اليهود من شتات الدول حيث كانوا يشكلون عامل فتنة ويمتهنون مهنا حقيرة غير اخلاقية في مجتمعاتهم اقتداء بجدتهم سالومي التي قدمت ابنتها للامبراطور الروماني كعشيقة لا زوجة مقابل ان يأتيها برأس النبي يحي «يوحنا المعمدان» على طبق من فضة . لكن، على الرغم من مرور حوالي سبعة عقود على انشاء الكيان الاسرائيلي ومحاولات طمس الهوية العربية الفلسطينية، إلا ان هذا الشعب يرفض ان يختفي .وعلى الرغم من باقات الشهداء الذين يقدمهم يوميا الا انه يُقتل ولا يموت .الاسرائيليون يحركهم حاخاماتهم الذين «يُحلون» لهم قتل اي فلسطيني يحمل سكيناً؛ كما الفتوى الاخيرة التي اصدرها الحاخام يتسحاق يوسف قبل ايام .ويحركهم حاخامات بربطات عنق يرتدون القلنسوة داخل رؤوسهم لا فوقها، هؤلاء هم ابناء الحركة الصهيونية وتلامذة جابوتنسكي وبن غوريون وغولدا مائير .كبيرهم في هذه المرحلة بنيامين نتنياهو ذو العشرة وجوه والمائة لسان . لقد ارتاح نتنياهو لما وصل اليه العرب في هذه المرحلة التي سميت «الربيع العربي» والتي لو استخدم كل اسلحة اسرائيل النووية وطائراتها ودباباتها لما استطاع ان يحقق عًشر الدمار والقتل الذي شهدته الامة العربية في السنوات الست الاخيرة . فقد تجمع كل اعداء العرب في الحرب على العرب، الظاهرون منهم والمتخفون وراء اقنعة الصداقة والمصالح المشتركة .لكن «لا دين للسياسة « ولا مبادئ ثابتة، الثابت الوحيد في العالم هو المتحرك حسب رياح المصالح .ها هو القيصر البلشفي بوتين يفاجئ العالم بقرار الانسحاب العسكري من سوريا مبقيا على قاعدتي اللاذقية وطرطوس . ولم يأت قرار الانسحاب كما يتمنى هواة الانتصارات الوهمية على «الكفار» ولا هو انتصار لما يسمى «الثورة السورية، بل جاء نتيجة حسابات دقيقة كان ثعلب موسكو قد خطط لها بدقة منذ ارسل اول طائرة الى سوريا لتقاتل حسب خطط مدروسة . ولم يكن قرار القتال ثم الانسحاب بمعزل عن الاميركيين . ومن يعد الى تصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري شبه اليومية حول العمليات العسكرية الروسية في سوريا يدرك مدى التنسيق بين الطرفين . لقد حصلت روسيا على حصتها من الكعكة السورية . هل سنظل نعزف معزوفة الحرب على الارهاب فيما اسرائيل تحمل التوراة بيد وتقتل الفلسطينيين وتستبيح الاقصى والمقدسات بالأخرى، وتخطط لمرحلة جديدة من الحلم الصهيوني؟هل سيظل لغز «داعش» مبهما وقد اثبتت العمليات العسكرية على الارض ماهية «داعش» ولماذا وجدت .لقد جاء انقلاب اوباما على حلفاء اميركا ومنهم العرب وخاصة السعودية ليقلب الطاولة رأسا على عقب، فمتى يصحو العرب ؟. تُرى، على مَن الدور الآن بعد سوريا؟ واية كعكة عربية سيتم اقتسامها؟!.
(الدستور 2016-03-16)