الشيخ أحمد ياسين
الشيخ احمد ياسين هو علم من اعلام التأثير في بنيتي النفسية والشخصية، ولا اخفيكم ان يوم استشهاده كان فارقا في تقييمي للرجل.
ياسين شكل حالة خاصة في النضال الفردي والجماعي وانجز في الميدانين ما يفوق الوصف ولعل متابعة دقيقة لتاريخ النضال الانساني تثبت انه رقم مختلف وفارق.
على المستوى الفردي «الشيخ احمد ياسين» رجل مقعد لا تكليف عليه شرعيا ولا وطنيا لكنه اختار الوطن والدين قضية يستمد منها قوته، ويتجاوز بها عجزه الصحي.
اعتقل اكثر من مرة وظهر امام سجانه قامة سامقة تفوق قدرات الكثيرين فلم يبدل ولم يضعف ولم يتنازل، وآمن ان فلسطين لأهلها من البحر الى النهر.
على المستوى الجمعي، ساهم الرجل في تأسيس حركة المقاومة الاسلامية «حماس» عام 1987 التي كان لها ما بعدها في مشهد المشروع الوطني الفلسطيني.
اما على المستوى البيني الفلسطيني فساهم احمد ياسين في منع الاقتتال «الفلسطيني الفلسطيني»، وسدد وقارب ونجح في ان يكون عابرا للفصائل والايدولوجيات.
لم تطق «اسرائيل» وجوده فقررت اغتياله معتقدة انها تغتال مشروعا، لكنه ارتقى الى ربه بطلا خلده الفلسطينيون «شهيدا للفجر وللكرسي المتحرك».
رحل الرجل وبقي إرثه، رحل ياسين وبقي المشروع، رحل الشيخ وبقي صوته يراقب من يريد المساومة على فلسطين، نعم رحل الجسد وبقيت الذكرى والرجولة تذكرنا.
(السبيل 2016-03-24)