من العثمَنَة الى الفَدْرَلَة !!
من البلقنة والعثمنة حتى اللبننة والصوملة واخيرا الفدرلة سلالة من المصطلحات تلاعب بها الهواة والحواة حتى فقدت دلالالتها واصبحت ادوات للتضليل وخلط حابل التاريخ بنابل الخُرافة، وما جرى للعرب سواء كان من صنع غُزاتهم او من ايديهم اصابت قشعريرته الحجر وأخطأت البشر، لأن من لا يرى أبعد من أنفه سيسقط في أول فخّ او كمين أعدّ له، وتقسيم الوطن العربي مجددا تبعا لمقاييس رسم جديدة خطوط طولها وعرضها ومجمل تضاريسها طائفية لا يحتاج الى التلاعب بالاسماء، لكن من فهموا الليبرالية على طريقتهم وبما لديهم من مخزون قبلي ينتمي الى ما قبل الدولة ولم يدركوا ان ما يفصلهم عن الليبرالية هو مسافات ضوئية يفهمون الان الفدرلة على انها الصيغة المتقدمة في الديمقراطية وحق تقرير المصير، ناسين ان السكين في قبضة مجنون او انسان اصابه السُعار لن تكون وظيفته تقشير تفاحة او برتقالة او حتى بصلة، وقد ينغرز في اول رقبة يصادفها!. ان ما باض من الأفاعي قبل قرن او اكثر آن له الان ان يفقس، فالمناخ ملائم، والحاضنة دافئة، لهذا لا بأس ان يصبح عدد اعضاء الدول واشباه الدول العربية في الجامعة القادمة سبعا وثمانين، والمسألة ليست بحاجة الى التذكير بعد فوات الاوان بغرف العمليات الاستشراقية من طراز غرفة برنارد لويس او برنارد ليفي او اي برنارد آخر!. والتلاعب بسلة المصطلحات هذه المرة وليس سلة العملات يحتاج الى بورصة من طراز آخر لها سماسرتها ومحترفوها، ومن سموا احتلال العراق تحريرا وتدمير لبنان اصلاحا لن يترددوا في تسمية هذه الكسور العشرية من الدويلات الطائفية فَدْرلة، فالعرب لهم في تاريخهم باع طويل في استخدام الاسماء للتضليل وبعكس دلالاتها منذ سموا الملدوغ بالافعى السليم والضرير بصير !!.
(الدستور 2016-03-28)