تحرير تدمر والموصل

تم نشره الإثنين 28 آذار / مارس 2016 12:43 صباحاً
تحرير تدمر والموصل
د. فهد الفانك

الجيش السوري دخل تدمر في الأسبوع الماضي. والجيش العراقي يقترب من الموصل وقد يدخلها في الشهر القادم. هذا التطور هام ولا يعني انتقال زمام المبادرة فقط بل وهزيمة داعش في موقعين أساسيين أيضاً. وهناك خطة لتحرير الرقة ، بالتعاون بين الجيش السوري على الأرض والطيران الروسي من الجو.

الاتجاه أصبح واضحاً ، والقضاء على دولة داعش أصبح مسألة وقت. وربما كانت داعش قد جنت على نفسها بعملية بروكسل الإرهابية ، لأنها أكدت موقعها كبؤرة إرهابية في مواجهة العالم كله.

داعش لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة العالم كله ، كما أن عمليات الإرهاب الدولي التي مارستها داعش مؤخراً ، أقنعت العالم بأن كلفة القضاء عليها أقل من كلفة تركها تتحرك كما تشاء.

داعش ليست دولة فقط بل تيار وفكرة وتوجه. والقضاء على الدولة لا يعني بالضرورة القضاء على فكرة الإرهاب والتطرف والتشدد والعنف والكراهية.

سقوط الاتحاد السوفييتي مثلاً لم يؤد إلى اختفاء الشيوعية كمبدأ ما زال موجوداً وله أنصار يعتقدون أن له مستقبلا ، لكن الشيوعية في عهد الاتحاد السوفييتي شيء والشيوعية بعد الاتحاد السوفييتي شيء آخر.

انتهاء دولة داعش ، ربما خلال هذه السنة ، يعني أن تخرج من الجغرافيا وتدخل مزبلة التاريخ ، فمن المؤكد أنه سيكون لها موقع في كتب التاريخ لسنوات عديدة قادمة ، تماماً كمواقع الخوارج ، والفاشية ، والنازية وغيرها من الشطحات البشرية.

في مراحلها الأخيرة ، وعندما يدرك قادة داعش وأنصارهم أن النهاية قريبة ، فإن سلوكهم سيصبح أكثر عنفاً وعدوانية ، مما يعني أن مخاطر الإرهاب هذه السنة ستبلغ الأوج.

يختلف الإرهاب عن الجرائم العادية من حيث أن المجرم العادي يعرف أنه يمارس عملاً شريراً ، ولكنه يبرر الجريمة لنفسه. أما الإرهابي فيعتقد أنه يمارس عملاً بطولياً ، وهو مستعد للموت من أجل ما يعتقد أنه مرضاة الله وطاعته.

الإجرام ليس له مدارس فكرية تدعمه ، وجهات متخصصة تموله وتسلحه وتعطية فلسفة فكرية ، وليس هناك مفكرون مشهورون روجوا للجريمة ودعوا إليها. أما الإرهاب فهو مدرسة وعقيدة وثقافة ، وله مفكرون ومؤلفون وأصحاب مذاهب وفقهاء وممولون.

الإنسانية لم تستطع القضاء على الجريمة حتى عند أرقى الشعوب وأكثرها تطوراً وتقدماً ، فهل تستطيع القضاء على الإرهاب كفكرة تعشش في بعض العقول وتجد لها جذوراً ضاربة في أعماق التاريخ؟.

(الرأي 2016-03-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات