حذاء «ميسي» وفقراء مصر
اثارت هدية من لاعب برشلونة ليونيل ميسي الى فقراء مصر موجة غضب عارمة عبرت عنها الجماهير المصرية في مواقع التواصل الاجتماعي.
ميسي قدم «حذاءه الخاص» الى اعلامية مصرية اسمها منى الشرقاوي في برنامج «نعم انا مشهور» من اجل اقامة مزاد علني عليه تذهب قيمته لمصر وفقرائها.
لن اتحدث عن ميسي فثقافته الاصيلة والفرعية تستسيغ تقديم حذاءه للفقراء، لكن المؤسف ان يقبل الاعلام المصري بذلك ويحتفي به الى درجة «الثمالة الانجازية».
نعم انها اهانة كبيرة للمصريين ان يتم برمجة حلقة تلفزيونية تكون نهايتها دراما سوداء لم تعهدها مصر في تاريخها وهنا نتساءل عن مصر التي كانت اين ذهبت؟
مصر تجتاحها اليوم موجة اسفاف غير مسبوقة فقد ترهلت «المعطيات» بسرعة وبتنا اما حالة فشل اعلامي وسياسي تجعلنا نرتعد خوفا على مستقبل القاهرة.
مصر ( طه حسين وتوفيق الحكيم وعبد الباسط وسيد قطب والعقاد...الخ) هذه العظيمة تقف اليوم امام مرحلة انهيار ثقافي قيمي غير مسبوق وتحتاج الى الانعطافات المناسبة كي تتدارك الامر.
لقد اثبتت مصر ان السياسي هو العنوان على الاعلامي والثقافي وان المكتوب «الحالة العامة المصرية» مبين من عنوانه «السلطة هناك».
بغير مصر لن تتقدم الامة كثيرا وطالما رددناها ان «مصر قاطرة الامة» ومن هنا نخاف على ام الدنيا من سفاسف تعتريها ونتمنى لها السلامة من حذاء ميسي وغيره.
(السبيل 2016-03-29)