استدعاءات قبل كل حكومة جديدة

تم نشره الثلاثاء 29 آذار / مارس 2016 12:31 صباحاً
استدعاءات قبل كل حكومة جديدة
ماهر ابو طير

كلنا يعرف الاستدعاء الذي يكتب فيه المظلوم او المسكين او الفقير مظلمته او طلبه لمن لديه سلطة او قرار لانصافه، واغلب شعوب العالم العربي، تكتب الاستدعاءات، وما من واحد فينا، الا وكان من نصيبه استدعاء او اكثر، بطوابع او بدون!. الاستدعاء موروث تركي، وكان يسمى «عرض حال» حيث كان المواطن العثماني يرفع معروضه او مظلمته او طلبه الى الوالي او الخليفة او من يمثلهما في تلك المنطقة، ويشرح قصته او معاناته، فيتم الرد عليه، مرات بالاستجابة، ومرات بالاهمال، وأحيانا بالركل والتأديب. موروث الاستدعاء ما زال مسيطرا علينا، لكننا امام نوع جديد من الاستدعاءات لولي الأمر، فكلما اقترب موعد تشكيل حكومة جديدة في الاردن، نشهد صحوة مفاجأة لكثيرين من غيابهم او سباتهم او تواريهم طوعا في الظلال، فتنهمر علينا استدعاءات هؤلاء العلنية، للتذكير بوجودهم، لعل أحدهم يصبح رئيسا للحكومة أو وزيرا. اشكال الاستدعاء السياسي هنا، متنوعة، مقال، مقابلة، ندوة، رعاية مؤتمر، وصفات سياسية، حلول اقتصادية، مقابلة تلفزيونية، بوست ساخن على الفيس بوك، تغريدة دون تغريد عبر التويتر، مشاركة في زفاف، عزاء، زيارة بيت فقراء، والاستدعاءات تتلون وفقا للمرحلة، لكننا نشهد قبيل كل حكومة جديدة، هذه الظاهرة، اي ظاهرة الإبراق لولي الأمر، عبر التذكير بالشخص، فيهل علينا عبقريا فاتحا محللا، بيده كل الحلول. في مرات تلوم السياسيين على اضطرارهم لابراق الاستدعاءات على الهواء مباشرة لاصحاب القرار، لعلهم يتذكرون فلانا او علانا، وكأنهم يقرون هنا، ان لا احد يتذكرهم اذا لم يقفزوا الى الواجهة بأي مشاركة من اي نوع ما، وفي مرات لاتلوم السياسيين، فهم يعانون من الهجر وغياب الضوء، ويضطرون لغياب المؤسسية التذكير بأنفسهم عبر مشاركات عبقرية تتنزل علينا فجأة بعد طول غياب. استثني من هذا الكلام اولئك الذين يواصلون طوال العام، نشاطاتهم بشكل معتدل ومقبول، فهؤلاء لا يتذكرون وجودهم ودورهم قبيل المواقيت السياسية المهمة، مثل تشكيل الحكومات، ويضعون لأنفسهم خطة طبيعية متصلة، غير مرتبطة بالمواقيت. لكنك تسأل في عام الفين وستة عشر سؤالا واحدا، ماذا لدى اصحاب الاستدعاءات غير العموميات؟، وهل رأينا واحدا فقط يبرق في الاستدعاء المكتوب او المسموع او المتلفز، خطة تفصيلية لرؤيته تجعله يستحق ان يكون مطروحا بين اسماء عدة لتولي رئاسة الحكومة او اي وزارة؟!. ثم ان علينا ان نذكر اصحاب الاستدعاءات، بحقيقة مهمة جدا يعرفونها جيدا، اذ إن الاختيار يتم لاعتبارات تكون في حالات كثيرة غير متوقعة، فالقصة ليست مجرد التذكير بالاسم والرسم، لكنها اعمق من ذلك بكثير، وفي حياتنا السياسية، كثيرا ما يرسي العطاء على احدهم لسبب غير مهم او لسبب غير متوقع، مثلما يمضي بعضنا الوقت في توقع الرئيس من اليمين فيأتينا من اليسار، او العكس صحيح. مخجلة ظاهرة الاستدعاءات السياسية، وهي ببساطة مجرد طلب لوظيفة عليا، في زمن تعب فيه شعبنا من كل هذه الاستعراضات، ومن كل هذه الطموحات، ولا يريد سوى ان يعيش....يعيش فقط!.

(الدستور 2016-03-29)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات