اوباما يرحل قبل الأسد

تم نشره الخميس 31st آذار / مارس 2016 01:51 صباحاً
اوباما يرحل قبل الأسد
ماهر ابو طير

امضى الرئيس الاميركي باراك اوباما، سنين متواصلة، وهو يتوعد الاسد، مطالبا برحيله، لكنه لم يفعل شيئا جديا من اجل ان يرحل الاسد. هاهو الرئيس اوباما يستعد للرحيل فيما الاسد باق، حتى الان، وجملة اوباما الشهيرة «على الاسد ان يرحل» تبخرت في الهواء، فقد رحل هو. العواصم الكبرى، منافقة، وكاذبة الى حد كبير، فهم يقولون انهم لا يريدون الاسد، لكنهم في الوقت ذاته، يتخوفون من ورثته، ويستعملون ذات الاسد، ومعارضته، معا، من اجل تدمير سورية، فيتركون السلاح في يد الاسد وجيشه، ويسمحون بتدفق السلاح الى معارضته، فيتعارك الجميع، وتحترق سوريا، وتنجو اسرائيل. لا تجد ادارة اميركية ذكية وضعيفة معا، مثل الادارة الحالية، وهذه تستحق الدراسة السياسية، اذ كيف يجتمع الضعف مع الذكاء،معا؟!. الذكاء هنا يتجلى بالانسحاب من المواجهات الكبرى، وعدم التورط في حروب الاخرين، ومنع هدر الموارد المالية والبشرية، واقناع الناس ان هذا لمصحلتهم، فيما الضعف يتجلى بإخلاء العالم لخصوم واشنطن، وترك مراكز القوى ليتم انتزاعها بيد الاخرين، اضافة الى عدم القدرة على بلورة مبادرة او موقف حاد، فالضعف، هنا يتغطى بمسميات اخرى. ليس هذا وحسب، بل ان العرب النائحة، تلوم وتعتب على واشنطن التي تخلت عن المنطقة لصالح ايران وروسيا ومعسكر ممتد، والواضح ان واشنطن تحالف مصالحها فقط، وهي مصالح انقلبت اليوم، لتتقاطع مع موسكو وطهران، بشكل او اخر، فلماذا يقدم اوباما قرابين بشرية اميركية كرمى لاحد في العالم العربي، وشعاره، دعهم ينوحون ويبكون. اوباما قد يكون تشيع سرا، بما يفسر رفضه لأي اشتباك فعلي، مع المعسكر الايراني الروسي السوري، وهذه اخر التفسيرات الهزلية للعرب، الذين لا يفهمون لماذا لا ينتخي اوباما من اجلهم ومن اجل الحرب ضد طهران، لكنها الاجابة الغائبة جزئيا، فالسبب معروف، اذ ان اوباما لا يريد ان يسجل على عهده تورطا في الدم، وهو يترك لمن خلفه ارثا اخطر، اذ يمنعه مسبقا من التورط في اي حرب، باعتبار ان اوباما وضع اسسا جديدة للاشتباك، بات صعبا ربما تجاوزها. يرحل اوباما، ومايزال الاسد في السلطة، وبينهما خربت سوريا، وارتاحت اسرائيل..هذه هي الخلاصة.

(الدستور 2016-03-31)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات