اوباما يرحل قبل الأسد
امضى الرئيس الاميركي باراك اوباما، سنين متواصلة، وهو يتوعد الاسد، مطالبا برحيله، لكنه لم يفعل شيئا جديا من اجل ان يرحل الاسد. هاهو الرئيس اوباما يستعد للرحيل فيما الاسد باق، حتى الان، وجملة اوباما الشهيرة «على الاسد ان يرحل» تبخرت في الهواء، فقد رحل هو. العواصم الكبرى، منافقة، وكاذبة الى حد كبير، فهم يقولون انهم لا يريدون الاسد، لكنهم في الوقت ذاته، يتخوفون من ورثته، ويستعملون ذات الاسد، ومعارضته، معا، من اجل تدمير سورية، فيتركون السلاح في يد الاسد وجيشه، ويسمحون بتدفق السلاح الى معارضته، فيتعارك الجميع، وتحترق سوريا، وتنجو اسرائيل. لا تجد ادارة اميركية ذكية وضعيفة معا، مثل الادارة الحالية، وهذه تستحق الدراسة السياسية، اذ كيف يجتمع الضعف مع الذكاء،معا؟!. الذكاء هنا يتجلى بالانسحاب من المواجهات الكبرى، وعدم التورط في حروب الاخرين، ومنع هدر الموارد المالية والبشرية، واقناع الناس ان هذا لمصحلتهم، فيما الضعف يتجلى بإخلاء العالم لخصوم واشنطن، وترك مراكز القوى ليتم انتزاعها بيد الاخرين، اضافة الى عدم القدرة على بلورة مبادرة او موقف حاد، فالضعف، هنا يتغطى بمسميات اخرى. ليس هذا وحسب، بل ان العرب النائحة، تلوم وتعتب على واشنطن التي تخلت عن المنطقة لصالح ايران وروسيا ومعسكر ممتد، والواضح ان واشنطن تحالف مصالحها فقط، وهي مصالح انقلبت اليوم، لتتقاطع مع موسكو وطهران، بشكل او اخر، فلماذا يقدم اوباما قرابين بشرية اميركية كرمى لاحد في العالم العربي، وشعاره، دعهم ينوحون ويبكون. اوباما قد يكون تشيع سرا، بما يفسر رفضه لأي اشتباك فعلي، مع المعسكر الايراني الروسي السوري، وهذه اخر التفسيرات الهزلية للعرب، الذين لا يفهمون لماذا لا ينتخي اوباما من اجلهم ومن اجل الحرب ضد طهران، لكنها الاجابة الغائبة جزئيا، فالسبب معروف، اذ ان اوباما لا يريد ان يسجل على عهده تورطا في الدم، وهو يترك لمن خلفه ارثا اخطر، اذ يمنعه مسبقا من التورط في اي حرب، باعتبار ان اوباما وضع اسسا جديدة للاشتباك، بات صعبا ربما تجاوزها. يرحل اوباما، ومايزال الاسد في السلطة، وبينهما خربت سوريا، وارتاحت اسرائيل..هذه هي الخلاصة.
(الدستور 2016-03-31)