الفلوجة.. المأساة مسكوت عنها
الاخبار التي ترد من الفلوجة مروعة فالكهرباء مقطوعة منذ أكثر من عام ونصف العام، والادوية نفدت ولا ماء صالحا للشرب، ولم يعد لدى الناس ما يأكلونه، ولم يتبق سوى احد خيارين فإما الموت جوعا أو الموت تحت القصف!
نحن في الاردن لنا علاقة مميزة مع «عرب غرب العراق»، فنحن نعتبرهم عمقاً لنا، وهم يرون فينا امتدادًا يلجأون اليه في ساعات الخوف على الهوية.
ما أشعر به في هذه الاوقات أننا بعيدون عن غرب العراق، وكأن بيننا وبينه قطيعة غير مفهومة! وترانا نقترب من المركز «بغداد» اكثر في سلوك لا أتقن تبريره او فهمه.
الفلوجة واقعة اليوم بين فكي التشدد والتطرف من جهة، وبين حصار الطائفة الاخرى التي تنتهز كل لحظة للثأر والفتك بها، تحت عناوين متواطأ عليها.
الاردن معني بالاهتمام او اعادة الاهتمام بغرب العراق، فهذا التجاهل لا يصب في مصلحتنا فلا زال في الجعبة العراقية الكثير من الاخطار والتحديات.
لسنا مع الانحياز لطرف على حساب آخر، ونحن مع تجنب التقسيمات الطائفية، ومع الانفتاح على كل المكونات والشخصيات، لكننا مع تحمل مسؤوليتنا تجاه سنة العراق، ومع العمل على رفع الظلم عنهم.
على الاردن بتواصله مع بغداد اقناع هؤلاء بأن التطرف وداعش لن يزولا، وانها قابلة للتكرار ما دام السُّنة يعانون من مظلومية مستمرة.
علينا ان نكثف اتصالاتنا من اجل رفع الحصار على الفلوجة، وإنهاء مأساتها الانسانية، ووقف القصف العشوائي، وايجاد طريقة لدخول الدواء والغذاء، فهذا واجب ومصلحة.
(السبيل 2016-04-05)