تطبيع شعبي مع إسرائيل

تم نشره الأربعاء 06 نيسان / أبريل 2016 01:01 صباحاً
تطبيع شعبي مع إسرائيل
ماهر ابو طير

يوما بعد يوم يزداد عدد العمال الاردنيين في اسرائيل، وتحديدا في ايلات، والذين يعلمون في قطاع الخدمات الفندقية والبناء، وذات الاحتلال يعتبر التجربة ناجحة، ويريد المزيد من هؤلاء. يأتي هذا في ظل اوضاع اقتصادية صعبة جدا، والواضح ان لا احد يقنع هؤلاء وعائلاتهم ان هذا لايجوز، ولم نسمع حتى الان رأي دوائر الافتاء الرسمي وغير الرسمي، في هكذا قصة، برغم انها ليست بحاجة لافتاء، مثلما لم يؤثر في العمال احساس وطني، ولا وزاع قومي، في الوقت الذي تبدد فيه الخوف الديني بطبيعة الحال. مقابلهم هناك عشرات الاف الفلسطينيين ايضا يعملون عند الاحتلال في وظائف مختلفة، بعد ان اغلقت بوجههم السبل، وبات المحتل هو مصدر الرزق الوحيد المتاح، وهي مفارقة كبيرة جدا، ان يصبح عدوك هو مصدر رزق اولادك الوحيد، واذا كان هذا الامر في سياقات وجود الفلسطينيين تحت حكم الاحتلال، فإن لهذه السياقات تعقيداتها، لكننا لا نفهم ذهاب عمالنا هنا الى اسرائيل، من اجل وظيفة، مثلما راينا في فترات سابقة ذهاب اشقاء مصريين للعمل ايضا في اسرائيل. كيف تتحول امة بأغلبها من شعارات طرد الاحتلال، الى البحث عن وظيفة عند الاحتلال، وهل من هزيمة فعلية ونفسية اكبر من هذه الهزيمة التي نراها بأم اعيننا، حين تصبح شعوب المنطقة فلسطينية واردنية ومصرية، والحبل على الجرار، مجرد عمالة عند اسرائيل؟!. لم يعد الامر مخجلا، وهذه كارثة بحد ذاتها، لاننا نرى كيف اخترقت اسرائيل كل اقتصاديات المنطقة، وحولت شعوب جوار فلسطين المحتلة، الى شعوب مطبعة، طوعا او قهرا، وقد سمعنا بعد معاهدة السلام مع تل ابيب، عن ذهاب الاف الاردنيين الى الضفة الغربية وفلسطين الثمانية واربعين للعمل ايضا كبنائين وعمال، اذ ان قصة ايلات متأخرة، والفرق بينها وبين سابقاتها من قصص، انها مشهرة علنا، وعبر تصاريح مسبقة، وترتيبات امنية فقط. توظيف الجوع في جوار فلسطين المحتلة، هو السر الكبير، ومع الجوع، تأتينا كل الامراض من الجريمة مرورا بالفساد الاخلاقي، والخراب، وتراجع القيم، وصولا الى الغضب الاجتماعي ثم الى العمل مع الاحتلال. مؤلمة الصورة حد الفجيعة، ولابد من موقف سياسي ونيابي واعلامي، ضد تشغيل ابناء هذا البلد، عمالة سوداء عند الاحتلال، فهذا تطبيع شعبي، برعاية رسمية. ..والوضع الاقتصادي مرشح لمزيد من المصاعب، وعلينا اذا ان نتوقع المزيد من ارتدادات الخراب.

(الدستور 2016-04-06)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات