عواصم الاقليم الاربع مأزومة واليكم الاسباب ؟
عواصم الاقليم الاربع (طهران-انقرة-الرياض -القاهرة ) تعيش في ازمات سياسية وامنية متلاحقة , والاطراف حولها تغرق بعد خروج بغداد ودمشق من قواعد اللعبة الاممية ودخول روسيا وامريكا كاطراف ضغط مع هذا وضد ذاك ولهدف التدمير ولحسابات المصالح الخاصة بهما . وما يمكن رصده هو ان التناطح بين دول الاقليم مرتبط بابعاد دينية وسياسية ومصالحية ولهذا الكل يعيش ازمات متناسخة واليكم الاسباب ?
> طهران التي تتبجح بالمقاومة ودعمها لهذا المحور ومحاولة تصويرها ان ما يجري ضد هذا المحور هو تغطية على اهدافها الاخرى واطماعها التوسعية . فقد دعمت ثورات مصر وتونس وليبيا واليمن ضد صالح لكنها وقفت مع النظام السوري ومع التحالف الحوثي الصالحي بعد انقلاب الاخير على السعوديه . ولهذا اسباب دينية توسعيه واخرى سياسية وتحاول احياء امبراطوريتها على حساب جيرانها وامتداداتها الدينية تحديدا . وتعاني من ازمات داخلية وامنية رغم قبضتها الامنية على شعبها وقمعها للحركات الاخرى السنية المطالبة بالمساواة والعدالة . وهي تقاتل الى جانب النظام السوري والى جانب الحوثيين وتدعم شيعة البحرين وتحاول ايجاد روابط مع شيعة الجزيرة العربية في الكويت وقطر وشرق السعودية , وتهدف الى زعزعة استقرار المنطقة , وترى ان فرصتها مناسبة بعد الاتفاق النووي مع الغرب , ولا تتردد في امداد حلفائها بالسلاح والعناصر المسلحة . فقواتها موجودة بالعراق وسورية تقاتل الى جانب الشيعة تحديدا ونظامها الديني وراء مشروعه بالتمدد في الاقليم وازمتها قائمة مع تركيا والسعودية ومصر . وتتحالف مع روسيا على قاعدة المصالح المشتركة , وبكل الاحوال لا تريد نهاية لدوامات العنف الجارية اليوم.
> انقرة التي استفاقت على التمدد الايراني في جوارها بالعراق وسورية متأخرآ تحاول قدر المستطاع وقف هذا التمدد الديني والسياسي ولعل خذلان واشنطن والغرب لها في الازمة السورية اوقعها بالضربة الاولى امام عدوتها التاريخية طهران , وواضح انها تحاول تجنب الخسارة ووصول الازمة اليها. فهي مأزومة وتقاتل ضد الاكراد وضد تنظيم الدولة (داعش ) وضد النظام السوري وتختلف مع القاهرة على قاعدة تحالفها مع الاخوان المسلمين كما ان علاقاتها مع الرياض فاتره , ولا يمكن لها الوثوق بالحليف الاستراتيجي لها الناتو بعد اسقاطها طائرة السو 24 الروسية وتخلي حليفتها عنها . والازمة بجوارها مهددة الى الانتقال اليها وتخشى المواجهة مع روسيا واتفاق العالم عليها لتقسيمها واقامة دولة كردية على حسابها .
> الرياض دخلت في حرب مفتوحة بدعمها للمعارضة السورية ودخلت بحرب اليمن دون ان تتمكن من الحسم العسكري واعادة الشرعية الى حليفها عبد ربه منصور هادي, وانهيار اسعار النفط وتخلي امريكا عنها ومحاولاتها التصدي للنفوذ الايراني والتقرب من مصر, اضافة الى استهدافها من الارهابيين وخاصة داعش .. هذه الامور وغيرها تجعل المملكة تعيش في اجواء ليست مستقرة على المدى البعيد وترتب عليها مسؤوليات كبيرة لحماية نفسها وجوارها العربي .
> القاهرة التي اختارت الطريق الثالث ما بين عواصم الاقليم لا ترى في طهران عدوا لها رغم قطعها للعلاقات معها . فعلاقاتها مع النظام السوري تمثل افضل معيار لقياس قربها او بعدها عن ايران , كما انها اوقفت حربها الاعلامية مع انقرة ولا تريد التقارب معها على خلفية الخلافات مع الاخوان المسلمين, اما علاقاتها مع الرياض تتمدد وتتقلص تبعا للمصالح المشتركة . وما زيارة العاهل السعودي اليها الا محاولة لايجاد قاعدة عربية صلبة لمواجهة تمدد ايران في الاقليم .
عواصم الاقليم الاربع تتناطح وفق مصالحها السياسية ويصعب تلاقيها او اتفاقها على التهدئة لمنع التدخل الروسي والامريكي بشؤونها وشؤون جوارها . فالحروب المتنقلة والمزمنة باتت تدار من قبلها وبدعم خارجي ولحسابات مرتبطة بمشاريع دينية نهاياتها لن تكون في صالح احد , فالتقسيم الذي نراه في العراق وسورية سوف ينتقل الى تركيا وايران والخليج لان موسكو وواشنطن ومن خلفهما الصهيونية العالمية تريدان تقسيم الشرق الاوسط من جديد ولحسابات تخدم اهدافهما المستقبلية .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-04-08)