حرب عالمية ثالثة
عندما وصف جلالة الملك عبد الله الثاني الحرب على الإرهاب بأنها حرب عالمية ثالثة ، لم يكن يبالغ.
داعش ليست تلك الدويلة المارقة التي تقوم على جزء من أراضي العراق وسوريا ، وتتخذ من الرقة عاصمة لها. داعش أصبحت امبراطورية مترامية الأطراف.
منظمات إرهابية متعددة ، تسيطر على أراض ٍ ومدن ، انضمت تباعاً إلى داعش وأعلنت ولاءها للدولة الإسلامية وبايعت الخليفـة المزعوم ، وبذلك أصبح لداعش وجود عسكري وسيطرة جغرافية ليس في العراق وسوريا فقط ، بل أيضاً في مصر (سيناء) والجزائر وليبيا والسعودية واليمن ، وأفغانستان ونيجيريا وباكستان والقوقاز.
الحرب على هذه الإمبراطورية لا يجوز أن تقف عند شمال سوريا وغرب العراق ، بل تمتد لتشـمل الولايات التي أعلنت ولاءها لداعش وبايعت البغدادي ، ناهيك عن الخلايا النائمة في أوروبا وأميركا ومعظم الدول العربية.
تطورت داعش خلال عقدين من الزمن بشكل مدهش ، فقد بدأت الحركة في العراق بقيام تنظيم التوحيد والجهاد بزعامة أبو مصعب الزرقاوي لمقاومة الاحتلال الاميركي وحماية مصالح السنة في وجه الطغيان الشيعي الموالي لإيران.
في عام 2004 أعلن الزرقاوي ولاءه لأسامة بن لادن وغير اسم تنظيمه ليصبح القاعدة في العراق.
بعد مقتل الزرقاوي في 2006 برز أبو بكر البغدادي ، الخارج للتو من السجن ، وغير اسم التنظيم إلى الدولة الإسلامية في العراق ثم غيره مرة أخرى إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ، وأخيراً اختصر الاسم إلى الدولة الإسلامية وأعلن نفسه خليفة على كل المسلمين!.
يقول دانيال سيمان الأستاذ في جامعة جورجتاون ومدير مركز الشرق الأوسط في معهد بروكنز : أن الحرب على داعش لا يجوز أن تقتصر على مركزها في الرقة والموصل ، بل يجب أن تشمل الولايات التابعة لها ، أي أنه ينظر لداعش كامبراطورية ، ويفهم الحرب على الارهاب الذي تمثله داعش والولايات التابعة لها على أنها بالفعل حرب عالمية ثالثة.
هذا المفهوم للحرب الشاملة على الإرهاب لم يتبناه الرئيس الاميركي اوباما ، الذي كان يعتقد أن داعش لا تهدد الأمن الأميركي وكان المطلوب من وجهة نظره هو احتواء داعش وإضعافها ، وليس القضاء عليها. ولكن بعد إسقاط الطائرة الروسية وتفجيرات باريس وبروكسل والباكستان وغيرها. التزم بتحرير الرقة والموصل قبل انتهاء ولايته أي خلال ثمانية أشهر.
(المصدر: الرأي 2016-04-09)