الملك سلمان في القاهرة
لا يخفى على احد ان واحدة من اهم روافع وصول عبد الفتاح السيسي –ممثل المؤسسة العسكرية– الى سدة الحكم في مصر كانت الرياض.
حتى بعد الانقلاب وتولي السيسي منصب رئاسة الجمهورية، ظلت السعودية داعما رئيسيا للسلطة هناك من خلال معونات كبيرة وغير مسبوقة، هدفت الى استقرار الحكم واستمراره.
رغم ذلك لم يقم نظام السيسي باستعادة –ربما كما توقعت الرياض– سياسات فترة حسني مبارك التي كانت اكثر حميمية وقربا وتحالفا مع السعودية.
السيسي انفلت من عقاله، وكانت سلوكياته الاقليمية والدولية ردة فعل على صراعه الداخلي مع الاخوان المسلمين، محكومة بذلك دون اخذ اعتبار لعلاقات مصر وظروفها.
خلاف صريح مع قطر وتركيّا، وتدخّل عسكريّ في الشأن الليبي، ومنافحة «استراتيجية» عن نظام بشار الأسد، وفتح خطوط سياسية مع الحوثيين في اليمن، وغزل مع إيران، ومراهنة على حلف مع روسيا.
هنا دخلت مصر والسعودية في علاقة ملتبسة، ومع قدوم الملك سلمان للحكم برؤيته الجديدة واولوياته المختلفة زاد الالتباس وبدت الحاجة ماسة لتنظيم العلاقة بشكل اوضح وحاسم وهنا تبدو اسباب الزيارة.
الرياض والقاهرة مأزومتان، وتحتاج كل منهما للآخر، ومن هنا تظهر علامات مرحلة جديدة يستفيق السيسي فيها من وهمه، وتعود الرياض بدورها الى مقاربة «الدعم المالي مقابل مواقف سياسية او عسكرية».
لا أعلم كم ستنجح الزيارة في اعادة اعتبارات العلاقة المصرية السعودية لسكَّتها القديمة، لكن ما أدركه تماما أن في الافق تغيرات قد تطال الكثير.
(السبيل 2016-04-10)