الاردن وتوطين تكنولوجيا الطاقة والماء
أتذكر أننّا بدأنا بزيارة الأهل في الضفة الغربية في العام التالي للاحتلال، وكانت تُثير استغرابنا تلك المرايا المعلّقة على أسطحة المنازل، وفوقها خزانات المياه، وبالطبع فقد كانت المياه الساخنة المستدامة تُثير استغرابنا أكثر، فقد نقل الفلسطينيون تلك التكنولوجيا الجديدة حينها إلى بيوتهم عن المحتلين.
الآن، وبعد نحو نصف قرن، صار الأمر عادياً، بل أصبح الأردن دولة متقدمة في تخزين الطاقة الشمسية، وهناك مناطق جنوبية واسعة تعيش على «الكهرباء الشمسية»، إلى ذلك فقد بدأت تظهر على الأسطح العمّانية إنشاءات «المرايا» التي تجعل من الاكتفاء الذاتي بالطاقة حقيقة معاشة.
نُدرة وسائل الطاقة في الأردن كانت، على الدوام، أحد أسباب إقعاده عن التطوّر في مجالات عديدة، والفاتورة الضخمة الناتجة عن الاستيراد كسرت ظهر الدولة والمواطنين على السواء، ويبدو أنّنا في الطريق الصحيحة التي ستوصلنا إلى الحلول التاريخية.
نكتب هذا، ونحن نقرأ عن توزيع خمس لمبات موفّرة للطاقة مجاناً على كلّ منزل أردني، وعن حملة وطنية لتعميم الانواع الجيدة منها، وهذا ما يؤكد جدية التوجّه، ولا ننسى أن نشير أيضاً إلى محاولات الاستمطار التي تتبناها دائرة الأرصاد الجوية، بتقنيات حديثة، وهو مشروع ينبغي أن يُلاقي ما يستأهل من الاهتمام والتمويل اللازمين، وهكذا فسنكون قد حققنا الاستخدام الأمثل للحلول التكنولوجية في أمرين ظلاّ العقدة التاريخية في بلادنا.
(السبيل 2016-04-10)