زيارة محمد بن سلمان
لا أعتقد ان زيارة ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ولقاءه الملك عبدالله لها علاقة بموضوع الجسر المصري السعودي الذي أعلن عنه قبل ايام.
بظني ان اللقاء كان جزءا متمما للحراك السعودي في المنطقة، فالملك سلمان يزور القاهرة ومن ثم انقرة، اما الرجل القوي في الحكم «محمد بن سلمان»، فيأتي الى عمان لإتمام الجولات.
إذًا؛ الاردن جزء من الحراك والذهنية السعودية التي تريد انضمامنا اليها، وعلى ما يبدو اننا لسنا بعيدين عن التفكير السعودي الذي لم تظهر بعد كل مؤشراته الرئيسية.
الجديد في اللقاء الاردني السعودي ان لهجة التقارب اصبحت اكثر حميمية وانحيازا للمخاوف السعودية، فحين تعنون الصحف الرئيسة «الملك وولي ولي العهد السعودي: سياسة ايران تشعل الفتن وتنمي الارهاب».
الاردن كان مترددا في الاونة الاخيرة تجاه الانجرار نحو «أولوية الخطر الايراني»، وكان يفضل ان تكون المنازلات الاولى مع داعش والاسلام السياسي.
وهنا تطرح التساؤلات عن موقفنا: هل تغير؟ هل بتنا اكثر قناعة بالمقاربة السعودية؟ هل اقتنعت الرياض بحاجاتنا الاقتصادية؛ بالتالي تغير موقفنا.
لا انكر ان الاردن تماهى كثيرا مع الموقف «المصري الاماراتي»؛ ما جعلنا نبتعد خطوات عن الرياض، اما اليوم «فأبوظبي والقاهرة» اقل تركيزا على مناكفة الرياض، وهنا بدأ يظهر اللين الاردني تجاه السعودية.
المهم أننا نقف امام مرحلة جديدة في انحيازاتنا، فقد نملك قدرة نسبية في الحفاظ على حيادنا السياسي، لكن ما يلوح في الافق اننا سنذهب اكثر نحو الرياض.
(السبيل 2016-04-13)