برنامج مالي أم اقتصادي

تم نشره الأربعاء 13 نيسان / أبريل 2016 12:59 صباحاً
برنامج مالي أم اقتصادي
د. فهد الفانك

قارن مسؤول كبير بين برنامج الإصلاح الاقتصادي المنتهي ، والبرنامج القادم من حيث أن الاول كان مالياً بالدرجة الأولى ، أي أنه ركز على عجز الموازنة وارتفاع المديونية ، بينما سوف يركز البرنامح القادم على الجوانب الاقتصادية مثل النمو وسوق العمل والبنية الهيكلية والتشريعات.

أما أن البرنامج السابق كان مالياً بالدرجة الأولى فهذا صحيح ، ولكن التخلي عن إصلاح الجانب المالي في البرنامج الجديد يفترض أنه استكمل عملية الإصلاح ، وأن الوقت جاء للانتقال إلى جوانب أخرى. لكن الحقيقة أن الوضع المالي لم يتحسن في ظل البرنامج السابق ، وأن كثيراً من الأمور سارت بالاتجاه العكسي ، فاستمر عجز الموازنة ، وارتفع الدين العام ليس بالأرقام المطلقة فقط بل كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أيضاً.

الجانب المالي سيظل على رأس أجندة الإصلاح الاقتصادي في الأعوام الثلاثة القادمة ، كل ما هنالك أن الأهداف ستكون أكثر صعوبة وجدية ، لأن المطلوب بعد اليوم ليس وقف التصاعد في صافي المديونية ، وهي الآن في حدود 85% من الناتج المحلي الإجمالي ، بل تخفيض المديونية إلى حوالي 75% من الناتج المحلي الإجمالي دون أن يعني ذلك انخفاض المديونية بالأرقام المطلقة.

أما بشأن الموازنة العامة ، فلا بد من تجميع موازنة الدولة لتشمل الحكومة المركزية وجميع الوحدات الحكومية المستقلة لإظهار حقيقة المركز المالي وحجم العجز في القطاع العام.

في 2015 بلغ عجز الموازنة المركزية 930 مليون دينار ، ولكن المديونية ارتفعت بمقدار 3ر2 مليار دينار تمثل العجز الحقيقي للقطاع العام الرسمي.

بعبارة أخرى فإن موازنة الدولة بشكلها الحالي لا تعبر عن المركز المالي الحقيقي ، لأن الفرق بين عجز الموازنة وزيادة المديونية يمثل عجز موازنات الوحدات الحكومية أي حوالي 1370 مليون دينار ، سواء كان معترفاً به أم مخفياً بأساليب المحاسبة الخلاقة.

خلال السنوات الثلاث القادمة سيكون على الحكومة ان تدبر حوالي ثلاثة أرباع مليار دينار إضافية سنوياً عن طريق زيادة الإيرادات وتخفيض النفقات ، الامر الذي يتطلب عدداً من القرارات غير الشعبية والتراجع عن قرارات شعبية.

بالإضافة إلى الموازنة والمديونية هناك متطلبات مالية تنظيمية أخرى لتأمين دراسة جدوى المشاريع قبل البدء بتنفيذها ، وتوحيد موازنات القطاع العام ، وتعديلات في قانون الموازنة وقانون ضريبة الدخل ، وبلورة استراتيجية تسعير الكهرباء والماء وإدارة الدين العام.

(الغد 2016-04-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات