الرياض طهران وحرب الجسور البحرية والبرية
المشروع الروسي ¯ الايراني بانشاء ممر بري وبحري يربط بحر قزوين بالخليج العربي جاء بتوقيت اعلان الرياض والقاهرة عن اقامة جسر بري وبحري ما بين الدولتين وبكلفة (4) مليارات دولار . وهذه المشاريع جزء من الحرب القائمة بين الرياض وطهران على خلفية الازمات التي حولت بعض الدول العربية الى ساحة مفتوحة لكل التدخلات الاقليمية والدولية وهنا نؤشر على الاتي :
> ايران لها ارتباط جغرافي مع بغداد ودمشق وبيروت اي انها موجودة على ساحل البحر المتوسط, وهي الان طرحت على سلطنة عمان من الجهة الاخرى اقامة جسر بري وبحري معها (ما بين مضيق هرمز وجزيرة مسندم ) بطول (40) كم مما يعني انها سترتبط بريا مع مسقط وصنعاء وعدن , وهذا اذا تم فانه يشكل بداية لمحاصرة دول الخليج من جهتين شرقية وغربية . وواضح ان صد الهجمة الايرانية صعب ويتطلب ارادة سياسية واجماع عربي خاصة بعد تخلي امريكا عن حلفائها علنا وقول الرئيس الامريكي باراك اوباما : لن نخوض حروبا نيابة عن الاخرين.
> التقارير الاعلامية تفيد بان صناع القرار في الدولة الايرانية يتحركون باتجاهات سياسية واقتصادية ضمن حربهم المعلنة مع السعودية وعلى عدة جبهات وقد فازوا بالخروج من العقوبات الدولية وتوقيع الاتفاق النووي مع الغرب ونجحوا بتثبيت الرئيس السوري بشار الاسد حليفهم السياسي والديني ومستمرون بدعم حليفهم الشرعي في بغداد , ولا يتوانوا عن تقديم الدعم المادي لحزب الله . وبهذا يحاولون ترسيخ اقدامهم . بهذا الهلال الشيعي السياسي الجديد وفي المقابل واذا نجحوا في تأسيس المحور الثاني مع سلطنة عمان واليمن فان الطوق السياسي الجغرافي الممتد حول الجزيرة العربية يكون ضمن خططهم باحكام السيطرة على المشرق العربي ككل .
> زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز الى القاهرة وانقرة وتوقيعه انشاء الجسر الحيوي مع مصر هو محاولة لتقوية المحور العربي في مواجهة ايران التي تتمدد بسرعة وعلى حساب جيرانها , واللافت هنا ان حرب الجسور البرية والبحرية لايران ستكون اكثر قوة في مواجهة مشاريع عملاقة مع روسيا والهند والصين ودول العالم . فيما الهدف السعودي المصري محدد بخدمة الدولتين .
الرياض وطهران تخوضان حروبا بالوكالة واخرى سياسية ودينية ودخلت حروب الجسور البرية والبحرية بين الدولتين لتضاف الى الحروب القائمة اليوم لهما بالوكالة في سورية واليمن ولبنان تحديدآ اضافة الى العراق , وما يمكن قوله ان الطرف العربي ادار ظهره لقضية فلسطين ولم تعد اسرائيل دولة محتلة ولم يعد الصراع العربي -الاسرائيلي هو اساس الصراع في الشرق الاوسط بل اصبح وللاسف الصراع العربي-الايراني السني الشيعي هو الاساس في الشرق الاوسط .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-04-13)