"الخطة ب" ضد روسيا

تم نشره السبت 16 نيسان / أبريل 2016 01:07 صباحاً
"الخطة ب" ضد روسيا
سميح صعب

بدأت الولايات المتحدة ردها على قلب روسيا التوازن العسكري في سوريا الذي ترسخ باستعادة الجيش السوري تدمر والقريتين، وما الهجوم الذي بدأته "جبهة النصرة" وفصائل اسلامية "معتدلة" على ريف حلب الجنوبي سوى البداية لعكس المسار الذي بدأ مع التدخل الجوي الروسي في 30 أيلول.

ومن الواضح ان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي بسحب الجزء الاساسي من القوات الروسية في سوريا، لم يقنع واشنطن بأن موسكو خففت تأثيرها العسكري على مجريات الحرب في هذا البلد، ذلك أن استعادة تدمر أثبتت أنه لا يزال في امكان روسيا ان تشكل دعامة أساسية للجيش السوري وأن الحديث عن اعتزام الدولة السورية المضي من تدمر الى دير الزور أو الرقة، جعل أميركا تسارع الى وضع ما أطلق عليه وزير خارجيتها جون كيري "الخطة ب" موضع التنفيذ. وهذا ما كشفته صحيفة "الوول ستريت جورنال" الاسبوع الماضي نقلاً عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" تحدثوا عن تدريب الوكالة مقاتلين من المعارضة السورية وتجهيزهم بأسلحة متطورة بهدف البدء بمرحلة جديدة من القتال ضد النظام السوري في حال انتهاك التهدئة المتفق عليها مع روسيا وانهيار مفاوضات السلام.
لكن ما فات الصحيفة أن "الخطة ب" بدأت فعلاً منذ دخول الجيش السوري تدمر وايجاده واقعاً ميدانياً مختلفاً لا يتماشى مع ما تطرحه الولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا وجزء من المعارضة السورية كحد أدنى للعملية السياسية الجارية في جنيف ألا وهو تأليف هيئة حكم انتقالي في سوريا ذات صلاحيات كاملة من دون الرئيس بشار الاسد.
إن استمرار الواقع الميداني السوري على النحو الذي كان سائداً بعد تحرير تدمر كان من شأنه ان يجعل مطلب رحيل الاسد ضربا من الوهم السياسي الذي لا يجد أرضية واقعية يستند إليها، لذا كان لا بد للرئيس الاميركي باراك أوباما الذي يستعد للقاء زعماء مجلس التعاون الخليجي في الرياض الاسبوع المقبل، أن يحمل معه واقعاً مختلفاً في الميدان السوري وان يكرر التشديد أمام زعماء الخليج أن لا مكان للاسد في مستقبل سوريا.
هذا يفسر كثيراً من مجريات الميدان السوري اليوم الذي يشهد مرحلة من التصعيد العسكري للمعارضة المسلحة بقيادة "جبهة النصرة" التي قد تضطر أميركا من باب الواقعية السياسية الى إسقاطها في المرحلة المقبلة من قائمة التنظيمات الارهابية كي يسهل التعامل معها.
قال أوباما قبل أيام في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية إن ليبيا كانت أسوأ خيار في سياسته الخارجية بسبب الفوضى التي تلت سقوط معمر القذافي. ماذا سيقول أوباما عن سوريا لاحقاً؟

(المصدر: النهار 2016-04-16)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات