متعهدو الحفلات التنكرية!!

تم نشره الثلاثاء 19 نيسان / أبريل 2016 12:42 صباحاً
متعهدو الحفلات التنكرية!!
خيري منصور

لم تعد مهن من طراز المتعهد أو مقاول الأنفار أو البائع المتجول حكرا على المجال الاقتصادي والسوق، فقد تمددت حتى بلغت الثقافة والإعلام والسياسة، وأصبح للحفلات التنكرية متعهدون ومقاولون، بضاعتهم هي الأقنعة على اختلاف أشكالها، لكن مِن هؤلاء مَن تصوّر أنه امتلك طاقية الإخفاء بحيث يفعل كل ما يشاء دون أن يراه أحد . لكن ما يحدث الان في عالمنا العربي أنهى تلك الحفلة، وأصبح المتعهدون والمقاولون مهددين بالبطالة، الى ان تصاب الشعوب بنوبة غضب تحول دون رؤيتها للحقائق كما هي، فالمقايضة الشهيرة بين الأعمى والكسيح اتسعت ايضا، حيث يقود العميان من أصابهم الشلل الرباعي . واذا صحّ ما وسِم به صاحب الحاجة وهو الرّعونة، فإن ما يمكن قوله عن فائض الغضب اكثر من ذلك، لأنه يفقد الانسان توازنه ويجعله قابلا لتصديق ما يوعد به من «العراقيب» وما أكثرهم في السياسة والاقتصاد والثقافة ايضا ! لقد مرّ العالم العربي الذي لم يعد يسمى وطنا عربيا باختبارات متعاقبة وعسيرة لما انتهى اليه مخزونه التاريخي، وما تراكم في ذاكرته من احباطات، وكادت الشعرة الفاصلة بين الثورة والفوضى ان تضيع، لأنه ما من ثوار في العالم استهدفوا متاحفهم ومعابد وبنوك ومؤسسات أوطانهم . نعرف ان فائض الحرمان قد يصيب الانسان بالعمى المؤقت، بحيث لا يفرق بين المكنسة والسنبلة وبين ظل العصا والأفعى! ولو احتكما الى حاسوب غير مغشوش لإحصاء الخسائر والغنائم لوجدنا ان هناك حالات أصبح الفارق فيها بين الثورة والثروة مجرد خطأ مطبعي، وكأن قدرنا ان نراوح بين الرمضاء والنار، وأن نحفر في جدار الزنزانة بحثا عن الحرية لنجد أنفسنا كمونت كريستو في زنزانة أخرى مجاورة أشد رطوبة وأكثر إظلاما ! فهل خان الدليل أهله أو أن ما يسمى النخبة ليس سوى زبد لم يمكث طويلا، فالفارق جوهري وحاسم بين النّخبة أو الانتلجنسيا بالمعنى الدقيق وبين متعهدي الحفلات التنكرية ومقاولي الأنفار وباعة الأحلام المتجولين !!

(الدستور 2016-04-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات