حول انهيار الهدنة في سورية
انسحاب وفد المعارضة السورية (الهيئة العليا للمفاوضات) من جنيف تزامنآ مع تصريحات نارية لكبير المفاوضين للنظام د. بشار الجعفري ورئيس الهيئة رياض حجاب, مع اشتداد المعركة في مختلف جبهات القتال وابرزها ريف اللاذقية , وهنا نؤشر على بعض النقاط الهامة :
> الحل السياسي في سورية غير وارد نهائيا . لان وفد النظام يرفض بحث مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد ويرفض بحث موضوع دستور جديد ويريد فقط التفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية بمنح المعارضة بعض الحقائب الوزارية الهامشية وغير ذلك مرفوض نهائيا , ويلقى هذا الموقف الصلب دعما من روسيا وايران , وعلى الجانب الاخر ترغب هيئة المفاوضات ببحث المرحلة الانتقالية بلا دور للاسد في جنيف , وهذه الهيئة مدعومة من السعودية وتركيا وبغطاء امريكي ضعيف , حيث يمنع الرئيس باراك اوباما اي اسلحة مضادة للطائرات ان تصل للمعارضة .
> وفد النظام برئاسة الجعفري بارع في الاستفزاز والتصريحات النارية ضد خصومه , وهو الان بجنيف واراد من وفد المعارضة الانسحاب لتحميله مسؤولية فشل المحادثات ويرتب الان مع حلفائه الروس والايرانيين لاستكمال المفاوضات في جنيف مع اعضاء وفد القاهرة وموسكو وهؤلاء لا حضور لهم على الارض سوى بعض الجماعات المسلحة والصغيرة .
> روسيا وراء انهيار مفاوضات جنيف لانها تدعم النظام السوري بالسلاح وتؤمن له الغطاء السياسي الدولي وترفض الضغط عليه لقبول بحث المرحلة الانتقالية , وتمارس لعبة المصالح مع واشنطن بالضغط عليها لابتزازها في اوكرانيا , وواضح ان اللعبة الروسية بمواصلة تبني مواقف النظام السوري وتبني خياراته الامنية سوف تدفع الاطراف الاخرى الى بحث تسليح المعارضة باسلحة مضادة للطائرات . لكن المنع الامريكي ما زال قائمآ وهنا يمكن الحديث عن الخطة التي سبق لواشنطن ان نشرت جزءآ من تفاصيلها .
> الهدنة في سورية استغلها النظام في تدعيم جبهات القتال واحضار الاف المقاتلين من الخارج , كما استغلتها المعارضة بزج الاف العناصر لها واستلام اطنان اسلحة مختلفة الانواع دون تأكيد وصول اسلحة مضادة للطائرات , ويبقى امام المتفاوضين بجنيف فرصة واحدة , باعلان تحالف النظام مع وفدي القاهرة وموسكو , وهذا بالنسبة له افضل انجاز سياسي . حيث عزل ائتلاف الرياض ودفع باطراف اخرى الى الابتعاد عنه , وسوف يروج لفكرة الحل السياسي على طريقته بمنح بعض الحقائب الوزارية للمشاركين بجنيف .
الحل الامني وحده في سورية ينهي الازمة فاما ان تنتصر المعارضة باسقاط النظام السوري والحاق الهزيمة بروسيا وايران وهو امر ممكن اذا تسلمت اسلحة مضادة للطائرات او انتصار النظام السوري وتصفية خصومه وفق مراحل سياسية وامنية يناقشها مع حلفائه في موسكو وطهران . وبكل الاحوال فان عداد القتل متواصل وسوف يشتد خلال الايام القادمة .
(المصدر: الديار الأردنية 2016-04-20)