الكباريتي وناقوس الإنذار
يختار عبد الكريم الكباريتي الاجتماع السنوي للهيئة العامة للبنك الأردني الكويتي ليحوّله إلى مناسبة سياسية بامتياز، فيشحن كلمته بالتوقعات الجريئة، التي تُثبت الأيام دقّتها، ولا أحد ينسى قوله عن الأزمة الاقتصادية العالمية: إنّها تُغيّم في الغرب، ولكنّ المطر سيكون على منطقتناعلى شكل فقر وعنف وإرهاب، وقد كان ما كان.
أمس الأوّل، كان أبو عون يدقّ ناقوس إنذار اقتصادي سياسي جديد، يتعلّق بعلاقات الأردن العربية، والخليجية على وجه الخصوص، فيتوقّع عدم تجديد المنحة التي سبق وأن حصلنا عليها، وقيمتها خمسة مليارات دينار، ويدعو إلى التعامل مع الواقع الجديد المتمثّل بوجود إيران على حدودنا الشمالية والشرقية، من خلال نفوذها في سوريا والعراق.
إلى ذلك، فهو يستعيد الحقيقة التاريخية التي تُفيد بأنّ الأردن ظلّ محاطاً على الدوام بحزام ناري، ولكنّه يُقدّم بارقة أمل بأن تهدأ الأمور في سوريا والعراق، ليأخذ الأردن حصّته من إعادة الإعمار، ومن الواضح أنّ الرجل يدعو الحكومات الأردنية ضمناً إلى تهيئة الأرضية اللازمة لهذا الأمر.
الكباريتي أستاذ في الاقتصاد السياسي، وتسمح له علاقاته الخليجية بالحصول على معلومات لا تتهيأ للكثيرين، ولهذا فأخذ كلامه على محمل الجدّ ضروريّ، وخصوصاً في مسألة التعامل مع التمدّد الإيراني الذي أصبح أمراً واقعاً لا يمكن زحزحته في المدى المنظور.
(السبيل 2016-04-27)