«صادق خان» عمدة لندن
ثمة الكثير مما يسعدنا في فوز «صادق خان» برئاسة بلدية لندن، كما أن ثمة الكثير من المبالغات في قراءة هذا الفوز من قبل المغرمين بالحياة الغربية ونمطها.
لا ينكرها إلا جاهل، إن هذه المدينة العريقة قامة في التعددية، فهي لم تنحنِ أمام هوج تيارات «العنصرية والاسلامفوبيا» التي تعصف في أوروبا منذ سنوات.
لندن، هي الممثل الشرعي للنمط الغربي في الحياة، فالتعددية الثقافية جزء من التسييس الاجتماعي فيها، واليات الديمقراطية تمتنع عن منع «مسلم أو اسود أو غيره» من الوصول لأعلى المراتب.
لكننا في المقابل مطالبون بالحذر من الاعتقاد بأنهم اختاروا «مسلم باكستاني» تاركين له حرية التأثير بفلسفة علاقتهم بالآخر «غير الغربي».
الثقافة الغربية اذكي من مجرد قدوم شخص مهما كانت أصوله، ليقوم بهدم أسس قامت عليها وبناء أخريات، فالمسألة تتجاوز هذه السطحية لما هو أعمق.
دعونا نعترف أن العنصر «الانجلوسكسوني» هو من صبغ الحضارة الغربية بتقاليده ورؤيته، وان أي مندمج يأتي بعد ذلك يتحتم عليه أن يؤمن بمقولاتها الأساسية.
لا يمكن أن ينجح «آسيوي أو مسلم أو إفريقي أو لاتيني...الخ» في الوصول لسدة التنافس على اعلي المراتب السياسية إلا بعد مروره بمحطات تصفيه تؤهله الولاء للثقافة والمصالح الغربية.
من هنا قد نرحب بفوز «صادق خان» على اعتبار انه رد على حملات التطرف الشوفيني الموجه للأقليات في الغرب، إلا أننا يجب أن ندرك أنهم «المندمجون» جزء من الغرب ولن يعبروا أبدا إلا عن مصالحه.
(السبيل 2016-05-09)