ارتفاع اعداد اللاجئين
اظهرت الارقام الرسمية الصادرة عن قوات حرس الحدود ازديادا ملحوظا في اعداد اللاجئين السوريين الداخلين الى المملكة، حيث بلغ عددهم اكثر من 11 الفا منذ مطلع الشهر الفائت.
هذا الانفلات في الارقام ليس بالعبثي، بل هو دليل على تغير في سياسة الدولة نحو ملف اللاجئين، وربما التوجه لإدخال المزيد من العالقين في المنطقة الحدودية الذين تجاوز عددهم الستين الفا.
الملفت ان الجنوب السوري يشهد حالة من الاستقرار والأمن، ولا توجد اي صدامات فيه منذ حوالي ستة اشهر، فبعد انتهاء معركة الشيخ مسكين هدأت الامور، ولا يوجد اي مبرر لتكدس اللاجئين.
المعلومات شبه المؤكدة تدلل على ان أكثر اللاجئين القادمين إلى الجانب الاردني هم من شمال سوريا، وهنا يظهر سؤال: هل من واجب الاردن استقبالهم؛ كون الخيارات امامهم في الشمال السوري متاحة لدول عديدة اكثر قربا؟
وهنا يظهر سؤال: ما الذي جعلنا نتساهل بهذا الملف بعد ان احسنا التعامل معه في الشهور الاخيرة، اهو اتفاق لندن ان انها التفاهمات الاخيرة مع الرياض؟
ما الذي يجعلنا مرغمين على استقبال لاجئين غير حدودين يأتون من حلب والرقة وغيرهما؟ من يضغط علينا لاجل ذلك، اهو البعد الانساني ام السياسي؟
شخصيا انا قلق من تبدل السياسة الاردنية الاخيرة نحو اللاجئين، فقد تعلمنا بعد موجات اللجوء الاولى ان التهاون والانصياع لرغبات عواصم الجوار جلبت لنا «مشكلة اللاجئين الحالية»، وان الانصياع لهم مرة اخرى سيفاقم الازمة اكثر فأكثر.
(السبيل 2016-05-10)