لا تتجاهلوا المواطن
في بلدنا يجري الحديث عن كل شيء ما عدا المواطن الاردني، فالمقالات تزدحم بالسياسة، ترحل نحو الاقليم، تحاول فهم ما جرى في انتخابات بلدية لندن، لكنها «تتجاهل كما الحكومة» مؤشرات الاحتقان المرتفعة التي بلغها الناس.
حين يقدم موظف في الجامعة الهاشمية على حرق نفسه؛ اعتراضا على «صعوبات معيشية» ولا تأخذ الحادثة حقها من النقاش العام، فهذا سلوك اخطر من طبيعة الحادثة.
علينا ان ننتبه اكثر الى ظروف الناس، الى صيحات التجار والصناعيين، الى الشيكات المرتجعة، وحجم المطلوبين امنيا على قضايا مالية.
اضف الى ذلك سيدات القروض الصغيرة المطلوبات للتنفيذ القضائي، وأعداد المتبطلين عن العمل المتزايدة بتسارع، ومنسوبات الفقر التي تتسع دون انذار.
كل ما تقدم من صيحات تشكل احداثا تنبئ بالخطر، واصبحت بمثابة قنابل موقوتة قد تنفجر بوجه المجتمع بأي وقت، وبأشكال مختلفة.
بمقابل هذه الهموم الكبيرة والكثيرة التي تشكل للمواطن الاردني خطوطا يختنق داخلها، هناك حالة انكار رسمية تعتقد ان بوسعنا مزيد من الاحتمال.
يراهنون على صبر الاردني، وهو رهان معقول، لكن اخشى ان يسقط هذا الصبر امام ضغوط لا يمكن احتمالها، والدليل هذا الذي حاول الانتحار بحرق نفسه.
ويراهون على خوف المواطن من تجربة الدمار في سوريا، هذا ايضا صحيح، لكنه قد يتلاشى أمام «الشروط الموضوعية لسقوط مفهوم الصبر».
مرة اخرى، على مجسات الدولة قراءة هذه الاحداث بوعي ودون إنكار، فأزمة الاقتصاد الاردني اعمق من كونها ارقاما، بل هي شارع وأمن وناس.
(السبيل 2016-05-15)