عاجل !!
منذ عدة سنوات وبعد ان تكاثرت سلالة الفضائيات ونحن نقرأ على اسفل الشاشات كلمة عاجل، فما هو هذا العاجل والطارىء الذي لا يقبل بثه التأجيل ؟ انه ليس فوز عربي ثالث او رابع او حتى عاشر بجائزة نوبل، وليس بشارة تزفها دولة لشعبها عن اكتشاف مناجم للماس، وليس وعدا بتحسين حياة المواطنين والتخفيف من الحمولة الباهظة التي تكسر ظهورهم، وليس ايضا بيانا باعفاء الطلاب العرب من اقساط الجامعات، ولم يحدث ان كان هذا الخبر العاجل بيانا عسكريا عن تحرير شبر من الارض . انه العاجل العربي، الذي اصبح مكرسا لانباء عن القتل بالجملة، ولو اخترنا نماذج منه فهي على النحو التالي : مقتل اربعين عراقيا في سوق تجاري شعبي نتيجة لانفجار سيارة مفخخة . وصول اعداد جديدة من الهاربين السوريين بحثا عن ملاذ . غرق قارب يحمل ستين عربيا من جنسيات مختلفة . استشهاد عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال بتهمة الشروع او نية الشروع في طعن مستوطن . انهيار عمارة سكنية على من فيها بسبب عدم الالتزام بالقواعد العمرانية . حرب جديدة بين بلدين عربيين القطفة الاولى من ضحاياها تسعون رجلا وامرأة وطفلا . تدمير اثار واطلال وتماثيل . بوش الابن ينذر زعيما عربيا وولديه بضرورة مغادرة بلادهم خلال ثمان واربعين ساعة، واذا لم ينفذوا الامر سيجري تدمير عاصمتهم واحتلالها . نهب متحف، وضبط كميات من المواد المخدرة واسلحة بيضاء . ثلاثة حرائق في ليلة واحدة تلتهم اسواقا وبشرا وتضيء الليل بدلا من الكهرباء الغائبة . ذبح واحد وعشرين مصريا من الاقباط في ليبيا . ارتفاع عددد ضحايا السير الرقم غير مسبوق .هذا هو العاجل العربي كما نقرأه على اسفل الشاشات، اما الآجل فالأدرى به فقهاء الظلام والدم !!
(الدستور 2016-05-15)