مصالح الاردن و»معركة الرطبة»
الانباء لا تتوقف عن بدء القوات العراقية الحكومية حملات عسكرية، مدعومة بطيران التحالف، تهدف الى انهاء سيطرة «تنظيم داعش» على قضاء الرطبة.
بصراحة، ووفقا للمعطيات الموضوعية، تبدو معركة الرطبة ممكنة الحسم لصالح القوات العراقية، بشرط ان تفهم حكومة بغداد ما عليها تجاه مواطنيها في تلك المنطقة.
الرطبة يسيطر عليها 200 مقاتل من داعش، بينما معبر طريبيل الحدودي يخلو من مقاتلي التنظيم، وهذا يعني ان المعركة فقط تحتاج الى قرار وتوافق اطراف متعددة.
الاردن مهتمة بالمعركة، فمصلحتنا في هذه الرطبة تتعدى فلسفة «الحرب على داعش» الى منافع اقتصادية هامة، ابرزها فتح الحدود مع العراق لاستعادة رئة مهمة طال انتظارها.
كما انه يأتي على رأس مصالحنا في معارك غرب العراق، ان نضمن عدم تدفق لاجئين فارين من تصفيات طائفية وارض محروقة تمارسها القوات الحكومية، وهنا يتوجب الحذر والمراقبة وتحقيق التوافق.
ما اميل له ان القيادة الاردنية «تحديدا الملك» بصورة توقيتات المعركة واهم معالمها، فزيارة موفد قوات التحالف الدولي الاخيرة وضعتنا – ربما - بتفصيلات ما سيجري.
اذًا، هناك معركة تجري وتشتد على حدودنا الشرقية، وهنا يجب علينا ان نكون متيقظين لها، فالمعركة ليست مجرد حرب على داعش بقدر كونها فاتحة لسلوك عسكري قد يتطور نحو مأساة انسانية او معارك متواصلة.
نثق بجيشنا واحترافيته العالية، وندرك اطلاعه على مجريات الامور، ونتمنى عودة حدودنا مع العراق لوضعها الطبيعي، وقد نقدم المساعدة في المعركة لكن يجب ان نكون حذرين وطنيا.
(السبيل 2016-05-18)