مسلمون انتحاريون والصورة النمطية
لم نُفاجأ بخبر “السي ان ان” المتعلق بفرضية “انتحار” قائد الطائرة المصرية المنكوبة، فالصورة النمطية التي كرّسها الاعلام الغربي عن المسلم، وخصوصاً العربي، أنّه شخص لا تهمّه الحياة، وكثيراً ما يُفضّل الموت باعتباره أقصر طريق إلى الجنّة!
هذا النمط السخيف، الساذج، في طريقة التفكير، لم يخرج علينا بين ليلة وضحاها، وأخذت عملية بنائه سنوات وسنوات، ونتذكّر قصّة مساعد قائد طائرة مصر للطيران التي هوت في المحيط الأطلسي، ولمجرد قوله :”توكلت على الله”، تمّ اتهامه أميركياً بإسقاط الطائرة!
حدث ذلك في العام ١٩٩٩، ولكن بعدها بثلاث سنوات، وقعت كارثة المكوك الفضائي الأميركي كولومبيا، حيث انفجر فور دخوله مجال الكرة الأرضية، وكانت ضمن الرواد السبعة الهندية الأصل كالبانا تشولا، وسرعان ما خرجت أخبار تقول إنّها تحوّلت إلى الإسلام، ضمن إيحاءات بأنّها هي السبب في الكارثة.
المسلم دائماً متّهم في الغرب، وعلينا أن نعترف بأنّ تكريس هذه الصورة النمطية يساعده آلاف الانتحاريين، الذين حصدوا أرواحهم وأرواح غيرهم في الصراعات الدموية العربية، والإسلامية، دون أن ننسى ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر.
(السبيل 2016-05-22)