الأردني محمد علي كلاي
من نضاله ضد التمييز العنصري ورميه ميداليته الذهبية في نهر أوهايو احتجاجاً، إلى اعتنافه الإسلام وتغيير اسمه من كلاسيوس إلى محمد علي، إلى رفضه المشاركة في حرب فييتنام، ثمّ منعه من الملاكمة، كان الراحل يُراكم الصورة الأسطورية للبطل.
ولسنا نعني بطل الملاكمة العالمي الذي يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة فحسب، بل الشخص الذي عاش مع مبادئه، فكوّن حوله بلايين المحبين، يبدؤون من الناس العاديين الموزعين في أنحاء العالم، ولا ينتهون بكبار الزعماء.
محمد علي صار رمزاً في وقت مبكّر من حياته، تحمل تصرفاته اليومية أشكال التحدي للظلم، ومناصراً للقضايا العادلة كجنوب أفريقيا وفلسطين، ومعروف أنّ نيلسون مانديلا طلب لقاءه فور خروجه من السجن، وكان هناك العشرات من الفدائيين الفلسطينيين يتخذون من اسمه اسماً حركياً لهم.
اعتزل الملاكمة قبل خمس وثلاثين سنة، ولكنّه ظلّ يشغل الأخبار، ويُساهم في عمل الخير، حتى وفاته أمس، ولعلّ قليلين من الأردنيين يعرفون أنّ الملك الراحل الحسين منحه الجنسية الأردنية الفخرية في أحد لقاءاته معه تقديراً لمواقفه الإنسانية.
(السبيل 2016-06-05)