اعتداء علينا جميعا
الفعل الجبان الذي تم بالامس في مخيم البقعة هو اعتداء علينا جميعا، فالتكاتف والتعاطف الشعبي الذي شاهدناه بالامس متوقع، ويشكل رسالة للارهابيين بأننا متماسكون.
لكن هذا لا يمنع من ان نرى في الحادثة دلالات يجب قراءتها بتمعن وطني شديد، مع ضرورة اعتماد رواية الدولة وعدم الانجرار وراء الاشاعات والمعلومات المغلوطة.
أهم هذه الدلالات هي اننا معرضون نتيجة «جنون الحالة الاقليمية» لمحاولات اختراق قد تنجح وقد يفشل بعضها، لذلك يجب ان نمارس اعلى درجات الحذر مع القادم، ويجب كذلك ان لا يفت في عضدنا «اختراق ناجح» حتى لو كان بحجم ما جرى في البقعة.
توقيت العملية ايضا يحتاج لقراءة، فقد جاءت في غمرة اعلان الاردن من خلال احتفالات الاستقلال والمئوية اننا بخير واننا تجاوزنا الاختراقات، كما انها لم تبتعد كثيرا عن عملية اربد الاخيرة.
مكانها –أي مخيم البقعة– لا اظن ان هناك رغبة بإحداث شقوق في وحدتنا الوطنية عند منفذيها، لكن على ما يبدو انهم اختاروا خاصرة امنية رخوة وبالمتناول «مجرد حراسات».
اما اختيار «عناصر المخابرات» كهدف للعملية ففي المسألة رمزية عالية، كما اننا ندرك ان «دائرة المخابرات» هي رأس الحربة في المواجهة الاردنية مع التنظيمات الارهابية، وهنا لا عجب انهم مستهدفون.
لكن السؤال المهم: هل من معاني عملية البقعة اننا دخلنا في مواجهة داخلية مفتوحة مع هذه التنظيمات، ام اننا نقف على عمليات معزولة تحمل لغة الرسالة السياسية او «الذئب المنفرد»؟
الحذر مطلوب، والقبض على منفذي العملية سيكون له دلالته المعنوية العالية عند كل الناس، لكن الاهم ان ندير مشهد الصراع بحرفنة عالية تحتمل الخسائر وتؤكد الانتصار.
(السبيل 2016-06-07)