اجندة مزدحمة وتحديات قادمة
واضح ان الدولة الاردنيــــة لم تتــــعامل مع «عمــــــلية البقعة» بذات المنطق الاستنفاري التي تعاطت به مع «حادثة الشهيد الكساسبة» او مع «عملية اربد».
السبب معروف، فالدولة مقبلة على رزنامة سياسية واقتصادية مزدحمة غير قابلة للتأجيل عند المرجعيات؛ وبالتالي كان القرار باحتواء الحدث حتى لا يشوش على القادم من الاستحقاقات.
في الأفق انتخابات برلمانية مقبلة وكذلك استضافة «لمونديال كأس العالم للشابات تحت سن 17»، وهي استحقاقات تتطلب تحضيرات وترتيبات امنية ونفسية كبيرة.
هذه الفعاليات تشكل عبئا كبيرا، وهناك اصرار عليها، وقد أقنع انا شخصيا بضرورة إجرائها لتكون بمثابة رسالة داخلية وخارجية «من اننا بخير وامان، رغم زلازل الاقليم الدامي».
نعم هناك حمل كبير على البلد في الشهور والايام القادمة؛ فمن ناحية هناك استهداف امني يستدعي تنبهًا مجتمعيًا غير مسبوق له.
كما ان هناك استحقاقات يجب تمر بسلام، وهنا تظهر قيمة التشاركية بين الجميع دون استثناء، كما تظهر قيمة تصميغ جبهتنا الداخلية التي تشكل خط الدفاع الاهم.
في هذا السياق لن ننسى الازمة الاقتصادية الخانقة للدولة والمواطن، وهنا يظهر سؤال عن قدرة الحكومة على مواجهة الاستحقاقات، بالتوازي مع الملف الاقتصادي، واشتراطات صندوق النقد.
على كل الاحوال، جاءت «عملية البقعة» في توقيت محرج، لكن الى اللحظة تمكنت الدولة من احتوائها، ولملمت آثارها، والاهم ان نعبر من الشهور القادمة دون منغصات مشابهة.
(السبيل 2016-06-08)