خمسة اقمار من بلادي
حزيران شهر الحزن بحرقة .حدثت فيه النكسة وعلى عتبته النكبة .شهر مصرّ على ان يبكينا .ان يجرح قلوبنا كما جرحها في الامس باعتداء حقير راح ضحيته خمسة من شبابنا . انهم لا يريدون ان يبقى الاردن آمنا مستقراً ، ملاذاً لاشقائه ووسادة يضع رأسه عليها من فقد الدار والوطن والوسادة .ثمة من يتربص بالاردن وبالاردنيين محاولا ضرب وحدتهم الوطنية ، لكنهم لن يحدثوا خدشاً في جدرانها الصلبة بكل اسلحتهم و حقدهم سواء كانوا من داعش او من اوجد داعش . كان الصوم في أول النهار جف الحلق دمعت العين عتمة هذه أم الدنيا انطفأت يد الغدر طعنت من بلدي خمسة أقمار !! ..................... القتلة سفلة مأجورون قتلوا شبابا بعمر الورد اختاروا مكان جريمتهم المخيم ليحدثوا فتنة بين الشقيقين التوأمين كفرة اختاروا اول ايام رمضان هذا هو «دين» داعش التي بلا دين !! ................... قرب شجرة زيتون في الجنة يبني الشهيد قصره يظل حياً هناك يرانا ولا نراه ويبقى حيا فينا الى الممات .. كل ما في الامر ان عمرنا تأخر عن عمره !! ...................... كان يوما حزينا آخر ..انا الآن في ام قيس المطلة على أرض معركة اليرموك التي انتصر فيها خالد بن الوليد على الروم. أقف في أرض أردنية وقبالتي الجولان السورية وخلفها مزارع شبعا اللبنانية وبيسان الفلسطينية و ثلاثتها تحتلها إسرائيل. كنت على بعد أمتار من عدوي ومحتل أرضي. شربت من نهر اليرموك الذي ينبع من بحيرة طبريا لكن عطشي زاد لأرضي العربية المحتلة !! «البقية ص» خمسة اقمار من بلادي بقية المنشور على الصفحة الاولى الجزء الثاني ...تلك الجولان قريبة على بعد دمعة خافها شبعا جائعة وبيسان على بعد شهقة ............. قريباً من بيسان قبالة طبريا والجولان جنوب ام قيس هنا القمح ينمو غير آبه بالاحتلال !! ............. هناك..امامنا على شط طبريا كان العشاء الاخير للمسيح وحوارييه قال لنا الدليل الذي كان يدلنا على وطننا قلت : ها هي طبريا تنتظرنا لتغسل كما غسلت هموم المسيح همومنا !! ............ ولد من سرة برتقالة لم يقطعوا الحبل السري وما زال يعصرنا الألم !! ......... يا شقيقتي السنبلة شقيان انت وانا حان موعد الحصاد اربعين مرة لا انا تحررت ارضي ولا أنت انجبت لي قمحا !!
(الدستور 2016-06-08)