الرئيس المنتهية ولايته
هذا العنوان سيجذب عدداً كبيراً من القراء ظناً منهم أن موضوع المقال هو تقييم إنجازات رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور عبد الله النسور ، لكن المقصود هو الرئيس الأميركي أوباما الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض ، وجاء الوقت لتقييم ما قام به إيجاباًً وسلباً في المجال الاقتصادي كما يراه المراقبون.
أوباما دخل البيت الأبيض عندما كان الاقتصاد الأميركي في أسوأ حال منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي ، فقد كانت بعض البنوك الأميركية على أبواب الإفلاس ، وأنهارت أسعار العقارات والاوراق المالية المدعومة برهونات المساكن. وحتى جنرال موتورز كانت على وشك الانهيار.
في تلك الظروف كان الاقتصاد الأميركي يفقـد 800 ألف وظيفة في الشهر ، مما رفع نسبة البطالة إلى 10% ، فكيف هو الحال اليوم أي في السنة الثامنة من عهد أوباما؟.
نسبة البطالة هبطت إلى النصف واستقرت عند 5% ، وانخفض عجز الموازنة بمقدار تريليون دولار ، وتم خلال الفترة خلق 14 مليون فرصة عمل جديدة.
إذا كان الوضع كذلك فلماذا تشتد الانتقادات للسياسة الاقتصادية وخاصة خلال الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الذين يعدون بانتشال أميركا من وضعها الاقتصادي الراهن.
أوباما فسر هذا الموقف لصحفي في نيويورك تايمز هو اندرو روس سوركين بأنه فشـل إعلامي ، أي أن أوباما لم يجد الوقت الكافـي لشرح إنجازاته للجمهور ، وترك الميدان لخصومه! مع أن صعود الاقتصاد الأميركي خلال السنوات الاخيرة كان أفضل من صعود أي اقتصاد كبير وخاصة الاتحاد الأوروبي بما فيه ألمانيا.
خصوم أوباما يقولون أن انخفاض البطالة يعود لأن بعض العاطلين عن العمل خرجوا من الإحصائية لأنهم توقفوا عن البحث عن عمل ، وأن حركة الانتعاش والخروج من الركود كانت وما زالت بطيئة.
في ألمانيا نجد أن الناتج المحلي الإجمالي اليوم يزيد عما كان في عام 2007 بحوالي 6% فقط ، في حين أن الناتج المحلي الإجمالي في أميركا الآن يزيد عما كان قبل ثماني سنوات بنسبة 10% ، وكلاهما نسب متواضعة ولكنها مقبولة في ظل الركود العالمي.
يشير اليساريون إلى أن أجور العمال لم ترتفع في عهد أوباما ، وأن معظم المكاسب الاقتصادية ذهبت لأغنى 10% من السكان فزاد الأغنياء غنى وزاد الفقراء فقراً.
أوباما نجح في مواجهة كارثة أزمة 2007 ، التي كان يمكن أن تؤدي إلى نتائج أسوأ بكثير لولا فعالية وحسن إدارة الأزمة.
(الرأي 2016-06-10)