عن التلفزيون وجورج حواتمة
من حيث المبدأ، فإنّ تخلّي الحكومة عن تعيين وزير الدولة لشؤون الإعلام رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون يعتبر تراجعاً حميداً عن قرار ثبت خطؤه، وخطوة متقدّمة نحو تحقيق الاستقلالية، والمهنية، فلا مجال لتحقيق هذه إلاّ بفك الارتباط بين وظيفتين تحملان تعارضاً واضحاً في المصالح، إذا صحّ التعبير.
ومن حيث المضمون، فإنّ تعيين الزميل جورج حواتمة يُشكّل إضافة نوعية، تضعنا في صفّ المتفائلين بمستقبل أفضل للشاشة والميكروفون الوطنيين، فالرجل يُكمل هذا العام سنته الأربعين في المهنة، تدرّج خلالها من محرر صغير وصولاً إلى رئاسة تحرير ثلاث من أهمّ الصحف الأردنية.
إلى ذلك، فحواتمة تجاوز كونه مرجعية إعلامية محلية، فوصل إلى درجة الخبير الدولي الذي تلجأ إليه مؤسسات كبيرة طالبة المشورة والنصح، وهذا ما لم يتحقق سوى للقليلين من الإعلاميين الأردنيين، ولعلّ كلّ ذلك سينعكس على الأداء في المستقبل القريب، مع معرفتنا المسبقة بكلّ المحددات التي منعت وصولنا إلى مستوى الطموح.
وقد كتبنا قبل الآن كثيراً، ونعود ونكرر، أنّ المؤسسة تحتوي على المئات من الحرفيين، مذيعين ومخرجين ومعدّي برامج وفنيين، وكانت على الدوام مدرسة خرّجت المئات من أهمّ التلفزيونيين الموزعين على أنحاء العالم العربي وغيره، ولا ينقصها سوى الموارد المالية، ووقف التدخلات غير المهنية، ويبقى أن التجربة الجديدة تستأهل من الجميع كلّ الدعم، لعلّنا نعود إلى وضعنا القديم الذي استأهلناه بجدارة، ونستأهله الآن أيضاً.
(السبيل 2016-06-16)