عقل بلتاجي.. عزم الشباب وحكمة الشيوخ
لعلّ عقل بلتاجي أكثر من تعرّض لحملات “تشويه صورة” من بين كلّ من تسلّموا موقع أمين عمّان الكبرى، فمنذ اليوم الأوّل كانت وسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بالتعليقات حول عُمره، ومستواه التعليمي، وخبراته الوظيفية، وازدواجية جنسيته، ومدى معرفته لعمّان، وغيرها، حتى إنّ أوّل صورة متداولة له، وهو يلبس رداء عمّال الوطن البرتقالي، حظيت بانتشار وتهكّم لم يسبق له مثيل.
ومع أنّ أكثر ما قيل عنه أنّه رجل علاقات عامة، فقد ترفّع عن الردّ، ومع أوّل شتوة اشتدّت وتيرة التعليقات، لتليها الثلجة الأولى، والحال على حاله، لكنّ عمّان التي صار عمدتها كانت تتغيّر شيئاً فشيئاَ، ضمن رؤية عملية يمكن القول الآن، بعد نحو ثلاث سنوات، أنّها كانت ناجحة، وكفيلة بالردّ على كلّ ما تعرض له.
ولسنا نقول إنّ الرجل صنع المعجزات، ولكنّه عمل ضمن المتاح على تحقيق أقصى الممكن، ضمن عمليات جراحية تجميلية حيناً، وعضوية في أحيان، بدءاً من البسطات ومروراً بالاشارات، وتنظيم وسط البلد، والدوار الثامن، وترتيب جمع القمامة، وانتهاء بالاتفاق على استكمال البرجين والباص السريع وشارع الخالدي.
الآن، لا نستمع إلى شيء من تلك الحملة التي واجهته في البداية، واذا ظهر تشهير فهو على استحياء، ولهذا فمن حقّه علينا أن نقول فيه كلمة حقّ، فالرجل الذي قفز على الخامسة والسبعين يحمل عزم وروح الشباب في الخامسة والعشرين، وعقل وبركة وحكمة الشيوخ، فله منّا كلّ الشكر.
(السبيل 2016-06-19)