خذ روحي وأسرج بها روحك
في رمضان وغير رمضان، ينفق الناس، ملايين الدنانير، على الصدقات، والزكاة، البعض يعطي جاره، او يعرف بيتا فقيرا او بيت ايتام، والبعض الاخر يوكل شخصا، لايصال المال لمن يراه مناسبا، وآخرون يحتارون مرات، فيعطون كل من يحكي لهم حكاية حاجته، دون تدقيق. في الانفاق اصل مهم جدا، هذا الاصل يحض على ان يتنبه الانسان، لمن يعطي ماله، فهذه مسؤولية على الذي يتصدق او يزكي، ولايكفي حسن النوايا، مثلما ليس الشك مطلوبا، لكن الاصل ان يتأكد الانسان الى اين تذهب صدقته او زكاته، خصوصا، في هذا الزمن. من المؤسسات الوازنة في العمل الخيري، تأتينا تكية ام علي، وهي بحق من اكثر المؤسسات الشفافة في البلد، من حيث تلقي المال، وطرق انفاقه، فهي مؤسسة لاتأخذ قرشا واحدا من اموال المتبرعين لدفع رواتب موظفيها، او تغطية نفقات العمل والادارة، وهذا سر لايعرفه كثيرون، فهي لا تقتطع اي نسبة، من اموال المتبرعين، وتغطى نفقات ادارتها بعيدا عن اموال الناس. في رمضان هذا حملة كبيرة للتكية، التي تطعم الاف العائلات، ويصل الرقم الى العشرين الف تقريبا، الا قليلا، وخطط التوسع في التكية واردة، وهي تعمل بصمت، ولا تميل للدعائية ولا للتفاخر، ولا تشهر بالعائلات الفقيرة، بصورة وخبر، فالاصل هنا، ستر المحتاج، لا تحويله الى مادة دعائية. دفع زكاة الفطر او الصدقة، للتكية من اجل تأمين طرود غذائية للمحتاجين، امر مهم جدا، فأنت بمجرد دفعك لاي مبلغ، تضمن اولا ان قرشك سوف يذهب بشكل صحيح جدا، الى المحتاج الذي خضع لدراسات تثبت حاجته، فلا احتيال هنا، ولا بيانات غير صحيحة، هذا فوق ان التكية تحول التبرع الى مواد غذائية، تصل الى عائلات في اماكن معدمة وفقيرة جدا، في كل الاردن، وهي عائلات من النوع، التي لاتبيع الطرد الغذائي، مثلما تفعل بعض حالات الفقر، بل تستفيد منه، في حياتها. على الموقع الالكتروني للتكية نقرأ اشكالا عدة للتبرع، من تأمين وجبة الافطار للصائمين، وصولا الى الطرود الغذائية، وفقا لنا يريده المتبرع، فالطرد الغذائي لثلاثة اشخاص يكلف تقريبا تسعة وعشرين دينارا، والطرد الغذائي لستة اشخاص الى سبعة يكلف تقريبا خمسين دينارا، وهكذا هناك اختيارات عدة للمتبرع الذي بإمكانه ان يدفع زكاة الفطر او صدقته، او حتى كفارة صيامه لاطعام محتاجين. تكية ام علي، ارتسمت في اذهان الناس في فترة من الفترات باعتبارها فقط تهتم بأضحيات عيد الاضحى، التي تعمل فيها ايضا، من حيث شراء الاضحيات بأسعار معقولة، وتعليب اللحوم، وايصالها للحالات المحتاجة، ونلاحظ ان اغلبية الناس، باتت يوما بعد يوم، تقتنع وتدفع مال الاضحية للتكية، فهي هنا تأخذها بسعر معقول جدا، وايضا تضمن ان تصل للفقراء والايتام والمحتاجين، بدلا مما نراه في حالات كثيرة. في تقديرات لبعض الخبراء ان اكثر من ثلث الاموال التي يدفعها الناس للصدقات، تذهب بلا تدقيق، اما لشخص يدعي الفقر، او لفقير يأخذ مالا من سبع جهات ولايخبرك، او جراء عدم التدقيق في الاولويات، بحيث يعطى فقير، وهناك من هو افقر منه، وهذا امر مؤسف بحق، كما ان الناس لديها انطباع سلبي عموما عن بعض الجمعيات، فيتم الظن بكل الجمعيات جراء اخطاء جمعية هنا او هناك، او الاعتقاد ان الجمعيات تنفق كيفما شاءت، على رفاه الادارة، او تختار الحالات وفقا لاهواء وامزجة، من فيها، واذا كان هذا صحيحا في حالات قليلة، فهو لايعني سحب الشك على كل الجمعيات الخيرية، وهنا لدينا في البلد جمعيات محترمة كبيرة وازنة تراقب نفسها بنفسها، فوق الرقابة الرسمية والشعبية، وتخضع اساسا بحكم بنيتها لمعايير عالية جدا في الشفافية والرقابة على تصرفاتها، ولربما تكية ام علي من المؤسسات التي يشار اليها بالبنان، واقعا فعليا، لما تتخذه من اجراءت محترفة في صيانة مال الناس، والوصول الى الفقراء، ومعايير تحديد الحالات. في رمضان وغير رمضان، صدقتك ومالك يجب ان يصلا للمحتاج حقا، وانت مطمئن تماما، وموقع التكية الإلكتروني كفيل بشرح خطط التكية ونشاطاتها، وحملاتها، وها نحن في رمضان نحض الجميع، الا يترددوا بالوصول الى التكية، ودفع المال للمحتاجين، خصوصا، ان التكية ايضا، لا تتسبب لك بإحراجات، فهي تقبل التبرع او الزكاة او الصدقة او تمويل طرود الخير، بمبالغ بسيطة يقدر عليها الجميع، وهاتف التكية في عمان ( 4900900) يتلقى اي استفسار ويتجاوب مع اتصالاتكم، فالصدقة ليست مجرد مال، هي نبضة من روحك، تقول لاخيك الفقير، ان روحه هي روحك، وانك لاتنساه.
(الدستور 2016-06-20)