كم هو عمر الارهاب؟؟

تم نشره الأحد 26 حزيران / يونيو 2016 12:47 صباحاً
كم هو عمر الارهاب؟؟
خيري منصور

ما يرتكبه المتطرفون على اختلاف اسمائهم من حماقات لا آخر له، لكن الحماقة القاتلة والاشبه بالانتحار البطىء هي التكاثر في الاعداء، فهو بسبب ما اصيب به من عمى ايديولوجي لا يفرق بين هدف وآخر لهذا يتضاعف عدد ضحاياه من الابرياء، لهذا فالحرب عليه في تصاعد، ومن كان محايدا او يتصور ذلك لم يعد قادرا على الصمت، لأن الصمت في مثل هذه الحالات تواطؤ . ومن الناحية التاريخية لم تظهر موجة عنف الا وانكفأت لأنها تصدر عن ثقافة مضادة للحياة ولأشواق البشر من اجل حياة آمنة . وقد يتوهم من قرروا السباحة ضد التاريخ ومجرى الحضارات انهم قادرون على التسلل الى كل مكان، شأن الثعابين والزواحف، ويغيب عنهم ان هذه الاستراتيجية لم يقدر لها ذات يوم النجاح، لأن الجحور هي ايضا اهداف لمن يدافعون عن أنفسهم وعن اطفالهم ومجمل منجزات اوطانهم، ومعظم التحليلات النفسية التي تناولت الارهاب ووضعت عيّنات منه تحت المجهر انتهت الى انه يلدغ نفسه في خاتمة المطاف، لأنه لا يملك اسباب البقاء، والحياة قادرة على الدفاع الباسل عن نفسها وقوانينها الخالدة عن الاحياء ايضا، فقد تسقط شجرة لكنها تتحول من خلال بذورها الى حديقة، لأن ديناميات التدمير السالبة مهما بلغت تبقى غير قابلة للتمدد نحو المستقبل، ولها مضادات تحد منها وتهزمها قبل ان تستشري كالوباء، وكل انسان في هذا الكوكب يحرص على البقاء سواء تعلق بشخصه او بالنوع البشري هو الان في الجبهة المضادة للتطرف والعنف لأن التعايش والوئام الانساني هو الاصل وكل ما عداه طارىء ومهدد بالزوال، ولولا ذلك لما استمر التاريخ ولما عاشت منظومة القيم، واعادة عقارب الساعة الى الوراء حيث الكهف والغاب لم تعد ممكنة على الاطلاق . ان اقصى حماقة يقترفها انسان فقد توازنه النفسي والاخلاقي هي مضاعفة عدد اعدائه من حيث يظن عكس ذلك، وستبقى موجات التطرف الدموية اشبه بجمل معترضة في كتاب التاريخ وتتحول الى امثولات وحكايات . ومن يراهنون على اعادة النهر الى المنبع او اطلاق النار على الشمس لاطفائها هم الحمقى الذين يلعقون دمهم وهم لا يدركون!!

(الدستور 2016-06-26)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات