حوادث السير في رمضان تدمي القلوب وتدمر الأسر

المدينة نيوز- كشفت الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن مديرية الأمن العام وقوع 579 حادث سير منذ بداية شهر رمضان المبارك نتج عنها 34 حالة وفاة و 776 إصابة بسيطة و99 إصابة بليغة.
يقول الطبيب احمد السالم ان هذه الأرقام تدمي قلوب أسر كاملة، اذ سببت لها الدمار والتشتت وحولت مشاعرهم من الفرح والسرور الى من الأسى والحزن بسبب فقدان أحد أفراد العائلة سواء أكان الأب أو الأخ أو الأخت أو الأم.
ويزيد يوميا وقبل أذان المغرب بدقائق معدودة نسمع أصوات سيارات الإسعاف وهي تهب مسرعة لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الجرحى أو المصابين جراء حوادث السير وإيصاله الى أقرب مستشفى، فحوادث السير القاتلة وحالات الدهس المتكررة يوميا أصبحت تستنزف الثروة الإنسانية في مجتمعنا لأسباب وسلوكات طائشة يسلكها بعض مستخدمي الطرق في مقدمتها السرعة الزائدة، وعدم التقيد بإشارات المرور وإهمال عملية الصيانة اللازمة للمركبات والحافلات بمختلف أحجامها، إضافة الى السماح لبعض المراهقين باستعمال السيارات المخصصة للأب والأم وعدم إدراكهم لحجم الكارثة التي سيقعون فيها عند وقوع الحوادث المختلفة.
ويوضح المواطن محمد عليان الموظف في القطاع العام لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان قلة الوعي المروري لدى الكثير من السائقين وعدم إدراكهم لخطورة عدم الانتباه والتركيز في أثناء عملية القيادة وانشغالهم باستخدام الهاتف النقال أو كتابة رسالة نصية كلها أمور تؤدي الى كوارث وحوادث سير يذهب ضحيتها سنويا مواطنون من مختلف الأعمار ، لذلك يجب تشديد القوانين وسحب الرخص ممن يكرر الأخطاء والمخالفات المرورية، للحد من هذه الحوادث المروعة التي يذهب ضحيتها المئات سنويا.
أما المحامي عدنان السعد فيبين أن الكثير من السائقين المستهترين يمارسون سلوكات تؤثر على قدرتهم في التركيز في أثناء قيادة السيارة ومنها عدم استخدام حزام الأمان، أو انشغاله بمسجل السيارة ويتعمد أحيانا بقطع الإشارة المرورية الحمراء لذلك يجب اتباع طرائق أكثر شدة وفرض قوانين رادعة لكل من يستهتر باستعمال الطريق.
ويلقي الموظف الحكومي سعيد الصالح باللوم على بعض السيدات في أثناء قيادة السيارات بحجة أنهن لا يستطعن التحكم بالسيارة مثل الرجل ولا تلافي وقوع الحوادث، إلا أن الحقائق تشير الى أن عدد الحوادث التي تتسبب بها النساء ضئيل جدا مقارنة بالشباب والرجال.
ويرى أيمن محمود طالب في جامعة اليرموك ان السبب المباشر لأي حادث سير يعود للسرعة الزائدة وعدم التقيد بإشارات المرور في أثناء القيادة وبخاصة قبل سماع اذان المغرب، لذلك يجب تعاون جميع الجهات المعنية في الدولة لنشر الوعي المروري، وسن التشريعات والعقوبات الرادعة وتفعيلها على الجميع باستمرار للحد من الخسائر البشرية والمادية التي تحدث نتيجة هذه الحوادث المرورية.
ويؤكد ان ازدياد الحوادث يدعو جميع الجهات المعنية والمؤسسات الخدمية والتربوية للقيام بحملة وطنية للتعريف بخطورة الاستهتار باستخدام الطرق وعدم التقيد بأنظمة وقوانين المرور وتشديد العقوبات على المخالفين لإنقاذ المواطنين من هذه الحوادث القاتلة والحد منها قدر المستطاع.(بترا)