الأردن مصدّر للسياحة
من يتصفح الجرائد الأردنية ، أو المواقع الالكترونيـة ، ويقرأ الحملات الإعلانية ، يستنتج أن الأردن بلد سياحي من الطراز الأول. ليس بمعنى استقبال أفواج عديدة من السياح العرب والأجانب ، بل بمعنى إغراء المواطنين الأردنيين بالسياحة في الخارج.
وصلنا إلى حالة أصبح معها الميزان السياحي العددي يقترب من حالة التوازن بين عدد السياح العرب والأجانب القادمين من جهة ، وعدد السياح الأردنيين المغادرين من جهة أخرى.
التوازن المالي بين السياحة الواردة والصادرة يقتضي أن يستقبل الأردن سياحاً لا يقل عددهم عن ثلاثة أمثال عدد السياح الأردنيين الذاهبين إلى الخارج ، لأن كل مصروفات السائح الأردني في الخارج تشكل نزيفاً على موارد البلد المالية ، في حين أن ثلث مقبوضات السياحة القادمة فقط يشكل قيمة مضافة ، والباقي مواد مستوردة ، حيث لا تزيد القيمة المضافة عن 35% من إجمالي المقبوضات.
لتحصيل موارد إضافية للخزينة ، وبحجة مقاومة استهلاك الدخان والمشروبات الكحولية ، تضيف الحكومة لأسعارها من وقت لآخر رسوماً متزايدة لدرجة جعلت التهريب عملية مجدية تستحق المخاطرة.
لماذا لا تفعل الحكومة الشيء نفسه لمقاومة المبالغة في السياحة للخارج التي تستنزف موارد البلاد؟ ولماذا يتم السكوت على مكاتب السياحة والسفر وتركها تركز على جذب السياح أكثر من تصديرهم لأن الربحية أعلى؟.
لماذا لا تعطى هذه المكاتب حوافز مالية عن كل سائح عربي أو أجنبي تجتذبه ضمن فوج سياحي ، وأن تدفع غرامة مالية من إيراداتها عن كل أردني تغريه بالسفر إل الخارج.
لماذا لا تحذّر الحكومة السائح الأردني من الذهاب إلى بلدان غير آمنة كتركيا حيث يعرضون أنفسهم للخطر ، كما تفعل الدول التي تهتم بأمن مواطنيها؟.
منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ليس لها مستقبل ، ولا تستطيع أن اجتذاب السياحة العربية ، والأجنبية دون أن يكون فيها كازينو ، تماماً مثل مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والإمارات العربية المتحدة ، طالما أنه لن يكون مسموحاً للأردنيين بارتيادها؟ هل من مسؤولية الحكومة الأردنية أن تضمن الجنة للسياح العرب والأجانب الذين يريدون المقامرة؟!.
يعرف الجميع أن المسؤولين مقتنعون بأهمية السماح بإيجاد كازينو في العقبة وفي فنادق البحر الميت ولكنهم لا يتمتعون بالجرأة الكافية لمواجهة المتعصبين والمتطرفين ومحاولة إقامة الدين في مالطا ، ذلك أن داعش موجودة بين ظهرانينا وتقرر سلوكنا.
إذا أردنا أن نكون بلداً سياحياً فيجب أن نوفر في بلدنا مقومات السياحة.
(الرأي 2016-07-05)