الملقي النشيط.. هل من فائدة؟
حركة الدكتور هاني الملقي اليومية نشطة جدا، بل يمكن وصفها بالبندولية، وللامانة هي تتركز في ماهيتها على البعد الاقتصادي البحت.
نشاطاته متنوعة، زياراته الميدانية مكثفة، همته عالية، يحاول الابتكار ضمن حدود مدرسته الفكرية الاقتصادية، بالمقابل تراه يفرط في التفاؤل وصرف الوعود.
استهدافه للنفقات كان جيدا، لكن استهدافه للاسعار قبل ذلك لم يكن موفقا، وبظني ان الرجل يناضل من اجل تحويل حكومته من شكلها الانتقالي الى الدائم المستمر.
الرئيس قدم برنامجا عمليا للبطالة، اظنه لا يخرج عن مفهوم المسكنات التي لا تنتج في النهاية حلا ناجعا استراتيجيا، ومع ذلك يفرط الرئيس في التفاؤل.
احيانا أراه يفهم حالتنا الاقتصادية بعمق، وفي اوقات اخرى أراه لا يعلم من ازمتنا الا قشورها، ما قراره بمنع استقدام العمالة الوافدة في قطاع الانشاءات الا دليل على ذلك.
هناك متحمسون لمقاربات الدكتور هاني الملقي، واظنهم يرفعون سقوف توقعاتهم، وهنا يأتي مقتل الفارق بين النظرية والتطبيق.
الرئيس تفصيلي ولا يعبأ بالاستراتيجيات، ولا يعنيه الذهاب الى جذور الازمات، وهنا نطرح السؤال: هل من واجب رئيس الوزراء ان يغرق بالتفصيلات؟
هل من مهمات رئيس الوزراء ان يخوض في جدل البسطات والمعرشات وعمل الامانة، هل سيغرق بالتفصيلات المستعصية الكفيلة بإفشاله؟
نعترف مرة اخرى ان الرئيس نشيط، لكنه للامانة لا يحمل مشروعا اقتصاديا مختلفا عن تلك التي جاءت بها الحكومات السابقة، فالرئيس غير قانع كما كل الذين سبقوه بأن اقتصادنا يحتاج الى فهم وطني وفريق اقرب لتفصيلات الناس.
(السبيل 2016-07-10)